السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 46 سنة، كنت أشكو من مشاكل نفسية، مثل: الرهاب الاجتماعي والاكتئاب... إلخ.
تناولت العديد من العقاقير لمدة سنوات، والآن أعاني من الضعف الجنسي، ورغم أن بعض ظروف السعادة متوفرة لي، إلا أنني لا أشعر بالسعادة، واكتشفت أنني لا زلت أعاني من بقايا الاكتئاب.
سؤالي: هل يوجد دواء جديد للاكتئاب لا يحتوي على أضرار جانبية، مثل: الضعف الجنسي، أو غيره؟ علما أنني قد عولجت من الاكتئاب قبل 10 سنوات، وكان آخر دواء تناولته هو (ليودميل)، وقد قرأت أنه يسبب تسوس الأسنان، علما أنني تركت الأدوية منذ أكثر من 7 سنوات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الضعف الجنسي الذي تشتكي منه في الوقت الحاضر؛ لا بد أن يكون هنالك مزيد من التفسير والاستقصاء والبحث حول هذا الضعف الجنسي، هل هو ناتج من مرض عضوي، أم هو ناتج من حالة نفسية، أو هو مجرد خطأ في المفاهيم حول الجنس؟
وهناك فحوصات أولية لا بد أن تجرى، وهي: التأكد من مستوى هرمون الذكورة، وبقية الهرمونات الأخرى في الدم، والتأكد إن كنت مصابا بمرض السكر أو لا، هذه مهمة جدا لأنها من الأسباب التي قد تؤدي إلى الضعف الجنسي.
هنالك حالات نفسية، مثل: الاكتئاب النفسي هو في حد ذاته قد يكون هو السبب الرئيسي للإصابة بالضعف الجنسي، والسبب الثالث هو المفاهيم الخاطئة وعدم التوافق الزواجي، هذه هي الأسباب الضرورية، ولا بد أن تبحث بدقة، ويزال السبب، بعد ذلك تأتي الآليات العلاجية.
إذا كان السبب هو الاكتئاب والرهاب الذي أصبت به سابقا، فأقول لك: إن دواء مثل (فافرين Faverin)، والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، بالرغم من أنه ليس من الأدوية الجديدة، ولكنه الدواء الأقرب بأن لا يسبب أي نوع من الضعف الجنسي، وجرعته هي 50 ملغ في البداية يوميا، ترفع بعد أسبوعين إلى 100 ملغ، ويمكن الاستمرار عليه لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفض مرة أخرى إلى 50 ملغ يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يتم التوقف عنه.
هناك دواء يعرف تجاريا باسم (وليبيوترين Wellbutrin)، ويسمى علميا باسم (ببربيون Bupropion)، هذا الدواء يعرف عنه أنه مضاد جيد للاكتئاب، وهو لا يؤدي إلى أي ضعف جنسي، بل على العكس تماما ربما يحسن الأداء الجنسي، فقط يعاب عليه أنه ربما يضعف الشهية للطعام قليلا، ويزيد من مستوى اليقظة لدى الإنسان، ولكن في مثل هذه الحالة يمكن مواجهتها بأن تتناول الدواء مبكرا، والجرعة هي 150 ملغ صباحا ومساء، وفترة العلاج هي 9-12 شهر.
بالنسبة لدواء لودميل: فهو من الأدوية الطيبة والممتازة، وهو لا يؤدي إلى تسوس الأسنان، لكن يعاب عليه أنه ربما ينشط البؤر الصرعية لدى بعض الناس، وهو دواء رائع وجميل وممتاز لتحسين النوم.
يوجد الآن ومنذ سنوات دواء آخر نعتبره ممتازا لعلاج الاكتئاب النفسي، وإن كان لا يساعد كثيرا في الرهاب، هذا الدواء يعرف تجاريا باسم (ريمارون Remeron)، ويعرف علميا باسم (ميرتازبين Mirtazapine)، هو أفضل دواء لعلاج الاكتئاب المصحوب باضطرابات في النوم وضعف في الشهية، وهو لا يؤدي إلى صعوبات جنسية، وجرعته هي نصف حبة –15 ملغ- ليلا، يوميا لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة، ويمكن الاستمرار عليه لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى -15ملغ- يوميا لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عنه.
وهناك دواء يعرف تجاريا باسم (أوروكس Aurorix)، ويعرف علميا باسم (مكلوباميد Moclobenide)، هذا دواء رائع في علاج الكآبة والرهاب الاجتماعي، وهو لا يؤدي لأي تأثير سلبي على الأداء الجنسي، بل قد يحسنها، وجرعته هي 150 ملغ ثلاث مرات في اليوم لمدة تسعة أشهر، ثم تخفض إلى 150 ملغ صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم تخفض إلى 150ملغ مرة واحدة لمدة شهرين، ثم يمكن التوقف عنه.
هذا الدواء ليس متوفرا في جميع الدول، ولا بد أن أشير إلى أن الأدوية التي يعتقد أنها قد تضعف الأداء الجنسي لدى بعض الناس، وهذه الأدوية هي: الزيروكسات، والبروزاك، والسبرالكس، والسبرام، والإفكسير، هذه الأدوية كثيرا ما تحسن الأداء الجنسي إذا كان السبب الرئيسي للضعف الجنسي هو الاكتئاب النفسي، وهنالك تفاوت ما بين الناس حول هذا الموضوع، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.