بعد توقفي المفاجئ عن دواء الزيروكسات رجع لي الرهاب.

0 5

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأخذت الزيروكسات لمدة خمسة أشهر، وكانت البداية من 10 ملغ الأسبوع الأول، ثم رفعت الجرعة إلى حبة 20 ملغ، حتى وصلت إلى 40 ملغ، واستمررت عليها خمسة أشهر، ومن ثم توقفت عن الجرعة توقفا مفاجئا بدون تقليل الجرعة.

الآن وبعد ستة أشهر من التوقف عن الدواء؛ أعيش حالة من المخاوف والقلق التي لم تكن معي قبل تناول الدواء، أهرب من المواقف الاجتماعية، وأتجنب أسهل المواقف الاجتماعية حتى مع شخص أو شخصين، علما بأني لم أكن بهذه الحالة قبل تناول الدواء، أرجوكم أريد الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الزيروكسات من الأدوية الجيدة لعلاج الرهاب الاجتماعي، ولكن الخطأ الذي ارتكبته هو التوقف المفاجئ عن هذا الدواء؛ لأن التوقف المفاجئ يؤدي إلى أعراض انسحابية، وهذه الأعراض الانسحابية في حد ذاتها هي نوع من القلق النفسي، أضف إلى هذا النوع من القلق أن الأعراض الأصلية قد رجعت لك، وهذا بالطبع جعل جرعة المخاوف مزدوجة؛ مما جعلك تعيش هذه الحالة التي تعيشها الآن.

أول ما أنصحك به هو أن ترجع الآن لتناول الدواء، وهذه المرة ابدأ بحبة كاملة -20 مليجراما- من الزيروكسات، تناولها بعد الأكل، واستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين في اليوم –أي 40 مليجراما–، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى حبة ونصف يوميا –أي 30 مليجراما– لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى نصف حبة يوميا لمدة شهرين، ثم إلى نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، هذه طريقة بسيطة مرتبة متدرجة لاستعمال الدواء في كل مراحله العلاجية: جرعة البداية، وجرعة العلاج، وجرعة الوقاية، وجرعة التوقف التدريجي، وإذا اتبعت هذه الوسيلة فستجد -إن شاء الله تعالى- أنك قد استفدت كثيرا من العلاج، ولن تكون عرضة للأعراض الانتكاسية والانسحابية.

أريدك أيضا أن تتناول دواء آخر مع الزيروكسات، وذلك لفترة قصيرة، والدواء يعرف باسم: (ديناكسيت Denaxit)، تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، والغرض من تناوله هو امتصاص القلق، وتدعيم فعالية الزيروكسات، وهذه الأدوية كلها أدوية سليمة وفاعلة، وجيدة جدا.

بقي أن تلجأ أيضا إلى الأساليب العلاجية الأخرى بجانب العلاج الدوائي، وأهم هذه الأساليب العلاجية هو العلاج السلوكي المعرفي؛ ونقصد بذلك أن تتأمل وتتفكر في هذا الرهاب الذي تعاني منه، لا تقبله بدون تساؤل، واسأل نفسك: (لماذا أخاف؟ ما الذي يجعلني أقلق؟ لا ينقصني شيء، أنا لست بأضعف من الآخرين، أنا في حرز الله وفي حفظه)، وهذا يولد لديك طاقات جديدة معاكسة للخوف وللرهاب.

والأمر الآخر هو: أن تعرض نفسك لمصدر خوفك، وهذا التعرض ننصح أن يكون في الخيال في بداية الأمر، وهذا نسميه بالتعرض في الخيال، وتأمل أنك في مواجهة تقدم فيها عرضا عن موضوع معين، لعدد كبير من الناس، وتصور أنه قد طلب منك أن تصلي بالناس جماعة في أحد المساجد الكبيرة، وهكذا، وهذه أمور تحدث في الحياة، فعش هذا التأمل الخيالي.

والتعرض في الخيال إذا ركز فيه الإنسان، وكانت مدة لا تقل عن ربع ساعة يوميا فيه فائدة كبيرة، وبعد ذلك ابدأ في التطبيق، وكن دائما في الصف الأول في الصلاة، واحضر حلقات التلاوة، ومارس الرياضة الجماعية، وشارك في كل المناسبات الاجتماعية، زر أرحامك، وسع من شبكتك الاجتماعية، حين تقابل الناس انظر إليهم في وجوههم، وابدأ بالسلام، وصحح المفاهيم السالبة أن الناس ينظرون إليك، أو يستهزئون بك، أو يستحقرونك، هذا ليس صحيحا، وطبق أيضا تمارين الاسترخاء، ففيها فائدة كبيرة، وركز على دراستك، وأدر وقتك بصورة جيدة، وهذه كلها وسائل علاجية جيدة.

نسأل الله لك الشفاء والعافية، وأرجو أن تحرص على تطبيق ما ذكرناه لك، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات