تأثير الحصبة الألمانية على الجنين

0 667

السؤال

السلام عليكم

أنا حامل في الأسبوع 15 ولدي طفلان ولدتهما في بلدي، وأنا الآن في ألمانيا، وتم إجراء تحليل دم في أول فترة الحمل، وتبين أنه ليس لدي مناعة ضد الحصبة الألمانية، والآن ومنذ حوالي أسبوع توجد ورقة في روضة الأولاد تشير إلى أنه يوجد أطفال يحملون المرض، طبعا هم الآن لا يذهبون إلى االروضة، ولكنهم قد يكونون نقلوا العدوى خلال فترة حمل المرض، والمرض منتشر أيضا في الروضة المجاورة، وأغلب الظن أنه انتقل للأطفال من عيادات الأطفال نفسها.

طبيبتي العربية التي أذهب إليها أخبرتني أنني يجب أن أبقي أولادي في البيت، مع العلم أنهم قد يكونون قد حملوا المرض وانتهى الأمر، وأنها لا تستطيع عمل أي شيء آخر، ولكنني قرأت بمواقع طب ألمانية أنه يمكن عمل تحليل كل أسبوعين لبيان ما إذا كانت العدوى قد انتقلت للأم أم لا، ويمكن إجراء عملية لتغيير دم الجنين وهو في داخلي من أجل تفادي الأمراض الخلقية.

أنا الآن أريد أن أبحث عن طبيبة ألمانية تكون ربما أكثر خبرة من طبيبتي العربية.

هذا الأمر يسبب لي حالة أرق بالليل، وأنا أؤمن أن كل شيء بيد الله عز وجل، ولكن إذا كان باستطاعتي عمل أي شيء فلابد لي أن أقوم به، فما الذي تنصحونني به؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن احتمال إصابة الجنين بالحصبة الألمانية في حال لم يكن لدى الأم مناعة سابقة في جسمها، وفي حال أصيبت الأم بها وبشكل مؤكد بالتحاليل المناعية، هي كما يلي:

- في ال 4 أسابيع الأولى من الحمل، تكون نسبة إصابة الجنين هي بحدود 61% وهي أعلى نسبة.

- في الفترة ما بين 5 - 8 أسابيع تكون نسبة إصابة الجنين 26% .

- وفي الفترة ما بين 9 - 12 أسبوعا تكون النسبة 8%.

- أما بعد ال 12 أسبوعا، فتنخفض النسبة كثيرا لتصبح أقل من 5% .

هذا يعني بأنه في مثل حالتك وأنت حامل 15 أسبوعا، فإن حدث وأصبت بالحصبة الألمانية الآن وبشكل مؤكد - لا قدر الله - فاحتمال إصابة الجنين تقل عن 5% وهي نسبة كما ترين ليست عالية؛ حيث أن المشيمة تكون قد كبرت ونضجت وشكلت ما يشبه الحاجز أو الفلتر، فيقل احتمال انتقال الفيروس إلى الجنين - بإذن الله تعالى - كلما تقدم الحمل.

بالطبع - يا عزيزتي - يجب عليك أن تبتعدي عن كل شخص لديه اندفاعات جلدية ظاهرة للحصبة ( أو غير الحصبة) لتقي نفسك من المرض، ولتقللي كثيرا من هذه النسبة (5%)، لكن من المستحيل أن تستطيعي الابتعاد عن كل مصادر العدوى؛ لأن أغلبها غير ظاهر ولا يمكن تفاديه.

ما يمكن عمله لك الآن، وفي حال تم الشك بتعرضك للإصابة، هو إجراء تحليل للحصبة الالمانية كل 2 - 3 أسابيع، فإن بقي سلبيا فهذا يؤكد عدم انتقال العدوى لك، أما إن تحول إلى إيجابي فهنا يكون الفيروس قد انتقل لك.

الحقيقة أنه لا يوجد علاج لهذه الحالات، ولكن يمكن إعطاء الأم الغلوبولين المناعي المضاد للفيروس عند تعرضها لأصابة مؤكدة، في خلال فترة محددة، فهو يمنع انتشار الفيروس في جسم الأم، ويمنع انتشاره عبر المشيمة.

أرى أن لا تقلقي لهذه الدرحة، فاحتمالية إصابة الجنين لا تتعدى ال 5% فيما لو تأكدت إصابتك - لا قدر الله - وإن علمت أن نسبة التشوهات التي تحدث بشكل طبيعي، ولا يمكن تلافيها، وبدون الإصابة بالحصبة الالمانية، هي بحدود 2 - 3% ، فسترين أن النسب متقاربة بعض الشيء.

توكلي على الله، وقومي بالمتابعة للحمل وإجراء التحليل بعد 2 - 3 أسابيع، وإن حدث وأصيب أي من أبنائك بالمرض، فتوجهي فورا للطبيبة لأخذ حقنة الغلوبولين المناعي، وبعدها تكونين قد أخذت بالأسباب، فتوكلي على الله فهو خير الحافظين.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات