أصبت بمتاعب عديدة بعد مشاهدة نوبة صرع، فما العلاج؟

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أطرح عليكم مشكلة حدثت لي، وأرجو منكم المساعدة:

حدث موقف أثر علي كثيرا، وهو أن فتاة أصيبت بنوبة صرع أمامي، وكان الموقف صعبا جدا بالنسبة لي، فلم أتحمله لشدة فظاعته، ومنذ ذلك الوقت، بدأت أشعر بدوخة، وكأن شيئا يمسكني من رأسي ويشدني، وفجأة أشعر بأن رأسي يريد أن ينفلت مني، فأدوخ وأسقط، في البداية لم أكن أعرف السبب، وظننت أن الأمر يعود إلى فقر الدم.

لكن بعد فترة، بدأت تظهر علي أعراض جديدة، منها رعشة تأتيني أثناء النوم، وليس فقط عند الدخول في النوم العميق، بل حتى عندما أغفو قليلا، وخاصة في قدمي، وفي بداية الأمر، كنت ألاحظ هذه الرعشة حتى دون أن أكون نائمة، مثلا أثناء شرح المعلمة في الفصل، حيث كنت أشعر بانتفاضة مفاجئة في جسمي، وتتحرك رجلي تلقائيا.

أرجو منكم مساعدتي، وإرشادي إلى الحل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الرجفة التي تحدث لك ربما يكون سببها وجود قلق نفسي بسيط، حيث إن الفتيات في عمرك كثيرا ما يصبن ببعض القلق النفسي الداخلي، خاصة إذا كانت الفتاة تميل إلى الكتمان أو تتصف بالقلق والعصبية بطبيعتها. هذا أحد الأسباب الرئيسية.

أما السبب الثاني، فهو احتمال وجود بعض الشحنات الكهربائية الزائدة في الدماغ، مما قد يؤدي إلى هذه التشنجات، خاصة أثناء النوم، ورغم أن هذا الاحتمال ضعيف في حالتك، إلا أنه لا بد من التأكد منه.

يتم التأكد من ذلك بمراجعة طبيب باطنية مختص في أمراض الأعصاب ليقوم بإجراء بعض الفحوصات، أهمها تخطيط الدماغ، وهو فحص بسيط وغير مؤلم، ولا يستغرق وقتا طويلا، يتم فيه وضع بعض الأسلاك على فروة الرأس، وتقاس النشاطات الكهربائية في الدماغ، وقد يستغرق الفحص من ربع ساعة إلى نصف ساعة.

حتى تطمئني تماما، أرجو أن تجري هذا الفحص، فإن أخبرك الطبيب بأنه لا يوجد نشاط كهربائي غير طبيعي أو بؤر نشطة في الدماغ، فمعنى ذلك أن حالتك تتعلق بالقلق فقط، وهنا أقول لك: لا داعي للقلق.

أنت - والحمد لله - صغيرة في السن، ويمكنك التغلب على هذا الأمر ببعض الخطوات البسيطة:
- احرصي على أداء الصلوات في وقتها.
- واظبي على تلاوة القرآن، والأذكار، والدعاء.
- اجتهدي في دراستك، وساعدي والدتك في أعمال المنزل.
- رتبي وقتك بطريقة متوازنة.

بالإضافة إلى ذلك، أنصحك بتطبيق تمارين الاسترخاء، وهي مفيدة جدا في مثل حالتك، وطريقتها كالتالي:
- اجلسي في مكان هادئ، بإضاءة خافتة، بعيدا عن الضوضاء.
- أغمضي عينيك وتذكري موقفا سعيدا مر بك.
- خذي نفسا عميقا وبطيئا من الأنف حتى يمتلئ صدرك بالهواء.
- احبسي الهواء في صدرك لثوان قليلة.
- ثم أخرجي الهواء ببطء من الفم.
- كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية صباحا ومساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم مرة مساء فقط لمدة أسبوعين، وبعدها عند الحاجة.

هذا التمرين يقلل من التوتر، ويساعد في علاج الرجفة والدوخة، كما يخفف من أثر القلق والتشنجات.

أيضا، إذا كان لديك شعور واضح بالقلق أو ضعف التركيز، فهناك دواء بسيط وآمن نستخدمه كثيرا في مثل هذه الحالات، واسمه التجاري: (فافرين، Faverin)، والاسم العلمي (فلوفوكسمين، Fluvoxamine).

ابدئي بتناول حبة واحدة (50 ملجم) يوميا بعد العشاء، واستمري عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم قللي الجرعة إلى نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي تماما عن الدواء، هذا الدواء غير إدماني، وآمن، وله فاعلية ممتازة بإذن الله. أما إذا أكد لك الطبيب بعد التخطيط وجود زيادة في الشحنات الكهربائية، فسيصف لك العلاج المناسب، وعليك حينها الالتزام التام بتعليماته.

نكرر: لا داعي للقلق أو الانزعاج، فالأمر بسيط بإذن الله، ويمكن التعامل معه بسهولة، فقط طبقي الإرشادات السابقة، وراجعي الطبيب للتشخيص الدقيق.

نسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات