كيف أتخلص من الاكتئاب الذي أصابني بعد أن تركني خاطبي؟

0 4

السؤال

السلام عليكم.

عند اقتراب موعد حيضي تنتابني حالة اكتئاب؛ حيث أبكي لأي سبب، وأصبحت هكذا مؤخرا فقط بعدما تركني خاطبي بلا سبب منذ 5 أشهر؛ فقد تعلقت به كثيرا، وغيابه أثر على نفسيتي، وقد حاولت نسيانه، ولكنني لم أستطع!

أرجو نصحي، كيف لي أن أنساه؟ فأنا أظن أنني إذا استطعت نسيانه فإن حالة الاكتئاب ستزول.

وشكرا لكم على كل المجهود الذي تقومون به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله تعالى أن يعوضك خيرا مما فقدت، وكوني على ثقة -أيتها الأخت- بأن ما يقدره الله عز وجل هو الأفضل؛ لأنه عليم بخفايا الأمر، وما سيكون عليه المستقبل، وربما صرف عن الإنسان سوءا والإنسان لا يدري، فطبيعة الإنسان الحرص على ما يراه موافقا لرغبته، لكنه لا يدري هل في ذلك الخير أم لا، قال الله سبحانه: { كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، وكم من امرأة تزوجت برجل حرصت على الزواج به، ثم ذاقت منه أنواع الويلات، فصارت تتمنى الموت، لا أن تتمنى فراقه فقط.

لهذا نحن نوصيك -أيتها الكريمة- أن تهوني على نفسك، وأن تتذكري هذه الحقيقة، وهي أن الله عز وجل قد يكون صرف عنك شرا وأنت لا تعلمين، فأريحي نفسك، وارضي بما قسم الله لك، وستجدين السعادة تملأ حياتك.

ولا تيأسي من رحمة الله تعالى؛ فخزائنه ملأى، وهو القادر سبحانه على أن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك، فتوجهي إلى الله تعالى، وأكثري من ذكره ودعائه، وأحسني علاقتك به، وستجدين في حبه سبحانه ما يملأ حياتك سعادة ورضا.

ومن غير المعقول -أيتها الأخت-، أن تمضي ساعاتك، وشبابك في التحسر والحزن على شيء فات منك، لم يقدره الله تعالى لك، فإن هذه الحالة التي تعيشينها لا ترد إليك ما ذهب، ولكن العقل والحزم يقضيان بأن تحاولي نسيان ما فات، وأن تتوجهي لمستقبلك، ونسيان هذا الشخص ممكن جدا إذا كنت جادة وراغبة في نسيانه، لتخرجي نفسك من هذه الحالة التي أنت فيها.

ونحن نضع بين يديك جملة من الوصايا، ونتمنى أن تأخذيها بجد، وهي:

1- ذكري نفسك باليأس من هذا الرجل؛ فقد ذهب، ولا حاجة لك في التفكير فيه، وهذا علاج مهم، فإن النفس إذا يئست من الشيء استراحت منه، ولم تلتفت إليه، وحدثيها بلسان العقل، فإن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله بمنزلة من يعشق الشمس، ويريد الصعود إليها.

2- لا تفكري في محاسن هذا الرجل، وما دعاك إلى التعلق به، بل ذكري نفسك بالجانب السيء فيه، ولا شك أنه مملوء بالمعايب، ولو لم يكن فيها إلا رغبته عنك، وكراهيته للزواج بك، وزهده فيك، فهذا النوع من التفكير يدعوك أيضا إلى الزهد فيه.

3- أشغلي نفسك بالأماني النافعة، وتطلعي إلى أن يرزقك الله زوجا صالحا، كريما، متدينا، وهذا ليس على الله بعزيز، فهو سبحانه على كل شيء قدير، واشغلي نفسك بحبه سبحانه، واسأليه من فضله، فقد قال جل شأنه: {وأسالوا الله من فضله}.

ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات