السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور محمد، جزاك الله خيرا، وجعل ما تقومون به من جهود، أنت وبقية الإخوة في هذا الموقع المبارك، في ميزان حسناتكم.
مشكلتي الأساسية تكمن في كثرة التفكير، ومقارنة نفسي بالآخرين، كما أنني أعادي بعض الناس دون سبب واضح، ومن المشكلات الأخرى: أنني عندما أكون مرهقا أو لم أحصل على نوم كاف، يتعكر مزاجي، ويصيبني قلق يمنعني من الخروج من المنزل، فأتهرب من حضور المناسبات الاجتماعية، وأفضل الاختفاء عن الأنظار، إذا لم أنم نوما مريحا وطويلا، كذلك أعاني من ضعف في الثقة بالنفس، ولا أعرف كيف أطورها، فعندما يشتد النقاش أو الجدال، أشعر بالخوف والارتباك، ولا أتمكن من الرد بشكل مناسب، لذلك أحرص على تجنب الجدال بكل أشكاله.
سؤالي: ما هو تشخيص حالتي؟ هل أعاني من الرهاب الاجتماعي؟ أم هو وسواس قهري؟ وما العلاج المناسب؟ علما بأني أتناول دواء بروزاك منذ قرابة شهرين، بجرعة حبة صباحا وحبتين مساء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك يمكن تصنيفها كحالة قلق نفسي، مصحوبة ببعض الأعراض الاكتئابية البسيطة، وكذلك أعراض وسواسية، وهذه الثلاثة –القلق والاكتئاب والوساوس– قد تجتمع معا في صورة اضطراب وجداني، ومن الواضح أيضا أنك شخص حساس إلى حد ما، وربما تكون هذه الحساسية من السمات الرئيسية في شخصيتك.
ومن أفضل ما يمكنك اللجوء إليه –بعد تقوى الله– هو أن تنظر إلى نفسك نظرة إيجابية، وألا ترسم صورة مشوهة عن ذاتك، تذكر إنجازاتك، وفكر فيما يمكنك تحقيقه مستقبلا، نظم وقتك بشكل جيد، وحاول استثماره فيما يفيد.
وبما أن الإرهاق وقلة النوم، يؤديان إلى اضطرابات نفسية، وتعكر في المزاج، فمن المهم أن تحصل على قسط كاف من الراحة، ولا شك أن ممارسة الرياضة تعد رافدا مهما للنوم الجيد، كما أن من ينام نوما مريحا، ويمارس الرياضة بانتظام، يتمتع غالبا بصحة نفسية أفضل، لذا: أنصحك بالحرص على الرياضة، وتنظيم وقتك، لا سيما فيما يخص النوم والراحة.
أما بالنسبة للدواء الذي تتناوله (البروزاك، Prozac) بجرعة 60 ملغ، فهو دواء فعال وممتاز، وتعد الجرعة الحالية مناسبة جدا لعلاج القلق، الاكتئاب، الوسواس القهري، والمخاوف المصاحبة، أنصحك بالاستمرار على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر إضافية، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولتين يوميا، وهي جرعة كافية في رأيي، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم انتقل إلى كبسولة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ويمكنك بالطبع المتابعة مع الطبيب الذي وصف لك هذا العلاج الممتاز.
وأحب أن أرشح لك بعض الكتب المفيدة، منها:
- "التعامل مع الذات" للدكتور صالح بشير الرشيدي، وهو كتاب مفيد في فهم النفس.
- "دع القلق وابدأ الحياة" لديل كارنيجي (ترجمة عربية)، وهو من الكتب الكلاسيكية المعروفة.
- "لا تحزن" للشيخ الدكتور عائض القرني، وهو كتاب ثري بالفوائد النفسية والدينية.
أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكر، وأن يكتب لك الراحة والطمأنينة، ونشكرك على تواصلك مع موقع إسلام ويب، ونسأل الله لك دوام العافية.