السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توفيت جدتي، وتم تغسيلها في بيتنا منذ نحو أسبوع، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أخاف من الجلوس في البيت وحدي، ولا أجرؤ على المرور بالمكان الذي توفيت فيه، ولا أجلس على الأريكة التي وضعت عليها.
كنت أصلي قيام الليل بانتظام، لكن بعد وفاتها أصبحت أتكاسل عن الصلاة؛ لأن أهلي يكونون نائمين، وأضطر إلى التنقل وحدي في البيت، وأصبحت أشعر بالقرف من كل شيء فيه، وكلما لمست شيئا أسارع إلى غسل يدي أو تنظيفه مرة أخرى، بل حتى الأدوات التي استخدمت في تنظيف مكان الغسل لا أستطيع استخدامها الآن.
سؤالي: هل تغسيل الميت يسبب نجاسة للأشياء التي تصلها المياه المستخدمة في الغسل؟
أرجوكم، أريد حلا، فقد تعبت من هذا الحال، خاصة أنني مقبلة على امتحانات، وتفكيري مشتت تماما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيتها الأخت الكريمة- وعظم الله أجركم في وفاة جدتكم، ونسأل الله تعالى لها الرحمة والمغفرة.
ما تظنينه من نجاسة الأشياء التي لامست جسد جدتك، أو الأدوات التي استخدمت في تغسيلها؛ هو ظن غير صحيح؛ فالمسلم طاهر حيا وميتا، والماء المتساقط من غسل جسده طاهر، إلا إذا أزيلت به نجاسة كانت على بدن الميت، وتغير الماء بها، وهذا أمر مستبعد أن يقوم به الغاسلون في غير الموضع المخصص لإزالة النجاسات.
لذا: فإن ما تعانينه هو نوع من الوسوسة، وعليك أن تبادري إلى مقاومة هذه الوساوس، قبل أن تسيطر عليك وتفتح لك بابا من الشر، فإن الوساوس تفسد على الإنسان دينه ودنياه، بل قد تفسد عليه عقله حتى تخرجه عن طوره، وإذا كنت ناصحة لنفسك، حريصة على سد هذا الباب، فاستمعي إلى هذه النصيحة التي نوجهها إليك للتخلص من هذا البلاء: أعرضي تماما عن هذه الشكوك، ولا تعملي بشيء مما توحي به إليك، فكلما قال لك الشيطان: "هذا نجس"، فأعرضي عنه، وقولي: "بل هو طاهر"؛ لأن الأصل في الأشياء الطهارة، وإذا داومت على هذا السلوك، فستزول عنك هذه الوساوس بإذن الله، وكوني على يقين أنه لا علاج لها سوى الإعراض الكامل وعدم الاستجابة لها.
نسأل الله أن يذهب عنك ما تجدين، وأن يشرح صدرك، وييسر أمرك، والله الموفق.