هل تنصحوني بإرجاع زوجتي التي تصر على الطلاق؟

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوج من زوجة ثانية منذ أربع سنوات، وكانت بيننا مودة ومحبة لا توصف، ومشكلتي أني قلت لها يوما إن فمك له رائحة، وهي كانت عند أهلها، وبدأت تسمي كلمتي هذه "الطامة الكبرى"، وبعدها طلبت مني توفير بيت ملك، ومبلغ 70 ألفا، وبطاقة خاصة لها، أو أطلقها.

حاولت أنا وأهلها ثنيها عن قرارها، لكن محاولاتنا باءت بالفشل، وبعد مرور أربعة أشهر، وفي الأسبوع الماضي، قررت تطليقها طلقة واحدة، وكان هدفي من ذلك أن تتراجع وتعيد النظر في موقفها، أو عسى أن يزول عنها تأثير أي شيطان أو عين، فوالله إني أحبها، وأهلها يشهدون على عمق محبتي لها ومحبتها لي.

الآن، ماذا أعمل؟ هل الأفضل تركها حتى ترجع من نفسها، أم أحاول مراجعتها؟ علما أنها كانت بصعوبة تستجيب لأن أجلس معها قبل الطلاق، وتأتي وهي عليها عباءتها، ومغطية وجهها عني، وأبديت لها اعتذاري، لكن دون جدوى، وكانت تقول: "أريد ورقتي!" يعني وثيقة الطلاق، ولي بنت منها، وهي معها، عمرها سنتان.

أنا قلت ربما تريد أن يتم طلبها بالطلاق، ثم ترجع، لأنها سبق أن قالت: "لو أنك طلقت قبل ثلاثة أشهر، كنت الآن سأقول لك أرجعني"، وكذلك أول ما قالت "طلقني"، كانت تقول لي: "لو رأيت أنك جاد وستطلقني، كان قلت لك خلاص لا تطلق".

إخوتي ينصحونني بتركها، مؤكدين أنها ستعود خوفا من زواجي بأخرى، لكن الغريب أنها كانت تقول لي: "لا تطلقني الآن، إلا بعد أن أزوجك أنا، ثم طلقني!".

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك حرصك على الحفاظ على أسرتك وما تكنه من ود لزوجتك، وهذا دليل على كرم خلقك وحسن عشرتك.

مما لا شك فيه -أيها الحبيب- أن إصلاح ما بين الزوجين، ولو بتغاضي أحد الطرفين وتنازله عن بعض حقه، خير من الفراق، والله عز وجل لما تكلم عن حالة الشجار والخلاف بين الزوجين قال: "والصلح خير" أي: خير من الفراق، ودوام الأسرة خير بلا شك للزوجين وللأطفال.

ولذا فنحن ننصحك بمراجعة زوجتك قبل انتهاء عدتها، وإن كانت العدة قد انتهت فاعقد عليها عقدا جديدا، ولا تنتظر حتى تطلب هي الرجعة، فهذا لا ينبغي أن تلجئها إليه، وهي ربما وجدت في نفسها الحسرة والندم بما حصل من الطلاق، لكن قد يمنعها الحياء أو عوامل أخرى من البوح بهذا وطلب الرجعة، ولا ينبغي لكريم الخلق مثلك أن يلجئ امرأته لهذا كله.

ونحن نذكرك -أيها الأخ الكريم- بحقيقة المرأة، وأنها لا تزال ولن تزال في عوج، كما خلقها ربها، فقد قال النبي ﷺ: "استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج.

فهذه هي حقيقة المرأة، إما أن تصبر عليها على عوج، وإما أن تحاول تقويم ذلك العوج فيحدث الكسر وهو الطلاق.

وفقك الله لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات