هل الصداع والدوار وفقدان التوازن مرتبطة بمشكلة عصبية؟

0 5

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ مدة طويلة، أعاني من صداع في الجهة اليسرى من رأسي، ويؤثر أحيانا على عيني اليسرى؛ بحيث يصعب علي فتحها بشكل طبيعي، وهذا الصداع يأتي فجأة ويستمر ليومين على الأكثر، ثم يختفي، كذلك، أشعر عادة بدوخة وضبابية في الرؤية عند الوقوف، ولا تدوم أكثر من عدة ثوان.

قبل نحو شهر، فقدت توازني أثناء المشي، وبدأت أسير لا إراديا نحو الجهة اليسرى، حتى اصطدمت بحاجز وسقطت على الأرض، لا أعلم إن كان لهذا السير اللا إرادي نحو اليسار علاقة بالصداع أم لا، كما أعاني من خفقان مفاجئ، يرافقه انقطاع في التنفس؛ مما يسبب لي نوبات هلع.

أرجو مساعدتي في تشخيص حالتي، فأنا لا أعلم إن كنت بحاجة إلى زيارة الطبيب، وإذا كان الأمر كذلك، فما التخصص الطبي المناسب لحالتي؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك عدة أشكال وأنواع للصداع؛ فقد يكون متقطعا أو مستمرا، وقد يصاب الإنسان بالصداع شهريا ولمدة تدوم عدة ساعات، أو قد يصاب به أسبوعيا أو يوميا أحيانا، وتختلف شدة نوبة الصداع، بين ألم خفيف أو معتدل، إلى إحساس بألم شديد يكاد لا يطاق، وقد يظهر الألم في الجبهة، أو الصدغ، أو قرب العينين، أو في مؤخرة الرأس، وقد ينتشر الصداع إلى أحد شقي الوجه أو كليهما، ويصاحب بعض أنواع الصداع أعراض أخرى غير الألم، مثل الغثيان، والقيء، واضطراب الرؤية، والمزاج.

العين عضو حساس جدا، بسبب احتوائها على عدد كبير من الأعصاب، فعند تعرضها لأي نوع من الإثارة قد تدمع أو تحمر، وقد يكون من نتائج ذلك الإصابة بالصداع.

فيما يلي بعض الأمثلة على أسباب الصداع الناتج عن مشاكل في العين:
• التهاب الملتحمة (حافة الجفون وغشاء مقلة العين).
• خراج أو دمل في الجفن (عند منبت أو جذر الرموش).
• قصر أو انحراف النظر، وغالبا ما يختفي الصداع بعد تصحيح النظر.
• النظارات الجديدة قد تسبب الصداع بسبب ضغطها على الصدغين أو الأنف.
• الزرق (الغلوكوما).
• التهاب العصب خلف المقلة.
• ومن الأسباب الأخرى للصداع:
• التهاب الجيوب الأنفية.
• مشاكل الأسنان.
• الإمساك.
• صداع ما قبل الحيض.

أما أكثر أنواع الصداع شيوعا فهي:
• الصداع النصفي (Migraine).
• صداع التوتر (Tension Headache).
• الصداع العنقودي (Cluster Headache).

1. الصداع النصفي يصيب حوالي 12%–13% من البالغين، وتحدث الغالبية العظمى من الحالات في الفئة العمرية بين 25 و55 عاما. وتتراوح نوبات الصداع النصفي غالبا بين نوبة إلى ثلاث نوبات شهريا، وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، كما قد يلاحظ وجود تاريخ عائلي للمرض، ويوصف الصداع النصفي بأنه ألم نابض شديد في أحد جانبي الرأس، وقد يستمر من 4 ساعات إلى عدة أيام، ومن أعراضه المصاحبة: الغثيان، الانزعاج، التحسس من الضوء والصوت، واضطرابات بصرية، مثل: وميض الأضواء أو رؤية ألوان، وبالنسبة للنساء، فإن نوبات الصداع النصفي قد تزداد شدة وتكرارا خلال فترة الدورة الشهرية، بينما تتحسن خلال الحمل ثم تعود بعده.

2. أما صداع التوتر: فهو أكثر أنواع الصداع شيوعا، إذ يشكل أكثر من 90% من الحالات، ويكون الألم بسيطا إلى متوسط، ويشعر به في كلا جانبي الرأس، على عكس الصداع النصفي، ويشكو بعض المرضى من نقاط مؤلمة عند الضغط على فروة الرأس أو عضلات الرقبة، ويعد الإرهاق والضغط النفسي من أبرز المحفزات.

3. أما الصداع العنقودي: فهو نادر نسبيا، ويصيب الرجال أكثر من النساء، ويشعر المصاب بألم شديد خلف عين واحدة، وتكون النوبات قصيرة (من 15 دقيقة إلى 3 ساعات)، وتتركز في جهة واحدة فقط من الرأس، وقد تحدث مرة واحدة يوميا، أو تتكرر حتى ثماني مرات في اليوم، وغالبا ما تصاحب النوبة أعراض مثل: احتقان واحمرار العين، وإفرازات من الأنف، ومن المهم جدا التحقق، مما إذا كانت هناك حالة مرضية في العين تسبب هذا الصداع، أو ما إذا كان الصداع من النوع العنقودي، الذي يترافق مع احمرار العين، ونزول إفرازات أنفية.

أرى أن تراجعي طبيبا مختصا في الأمراض العصبية (الأعصاب)، فهو المؤهل لفحص الحالة بدقة، وقد يطلب تصويرا إشعاعيا، مثل الرنين المغناطيسي، أو الأشعة المقطعية، إذا لزم الأمر لمعرفة السبب الدقيق للصداع.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات