السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أرملة أبلغ من العمر خمسين سنة، وأتلقى راتبا شهريا مهما من تقاعد زوجي المتوفى، ولكن عند زواجي من رجل آخر، سيقوم صندوق التقاعد بإيقاف هذا الراتب، وأنا حائرة بين الاستمرار في الحصول على المال أو الزواج، أرجو إفادتي.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يتولى أمرك ويقدر لك الخير حيث كان، ولا يخفى عليك ما في الزواج من منافع، كتحصيل الولد، وإعفاف النفس، والأنس بالزوج، وغير ذلك.
فإذا كنت تشعرين بحاجتك إلى الزواج، وتقدم للزواج منك من ترضين دينه وخلقه، فإننا ننصحك بالزواج، وسيعوضك الله عما ستفقدينه من راتب زوجك، وفي الحديث (يد الله ملأى، لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار) فحسني علاقتك بربك، وازدادي طاعة وتقوى، وتوكلي عليه، وسيتولى سبحانه أمرك، وسيكفيك بفضله، فقد قال جل شأنه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} وأحسني ظنك بالله، وأكثري من دعائه أن يغنيك بفضله عمن سواه، فقد قال جل شأنه في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي".
وخير ما نوصيك به أن تستخيري الله تعالى قبل الزواج، وتسأليه أن يقدر لك الخير حيث كان، والاستخارة هي طلب الخيرة، ومعناها: أن يسأل المسلم ربه سبحانه وتعالى أن يختار له ما فيه الخير في دينه ودنياه، وهي سنة لمن أراد القدوم على أي أمر ذي بال، فيصلي ركعتين من غير الفريضة، يقرأ فيهما بالفاتحة وما تيسر من القرآن، وبعد الصلاة يدعو بهذا الدعاء الذي رواه البخاري عن جابر -رضي الله عنه-، ولفظه: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويذكر حاجته، مثلا: هذا السفر أو الزواج- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به" ويمضي المسلم في حاجته، فإن كانت خيرا له سييسرها الله تعالى له، وإن كانت غير ذلك، سيصرفها الله تعالى عنه، ويصرفه عنها.
وبالله التوفيق.