أصبح صوتي ضعيفًا حتى لمن هم بقربي، فهل من علاج؟

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الآن أبلغ من العمر 44 سنة، متزوج ولي أبناء، وأعاني كثيرا من ضعف في الصوت، فعندما أتكلم، فكأنما أتكلم من قعر بئر، فلا يسمع صوتي من هم بعيدون عني، وإذا حاولت أن أرفع صوتي ليسمعوني، أجد صعوبة كبيرة في ذلك.

علما أنني عندما كنت طالبا في المرحلة المتوسطة، كان صوتي جيدا، وكان الأساتذة يقدمونني للقراءة أمام باقي التلاميذ، ولكن عندما انتقلت إلى المرحلة الثانوية، أصبت بمرض نفسي، عانيت منه كثيرا، وأصبحت شبه صائم عن الكلام لفترة طويلة، إلا في أضيق الحدود.

فلعل هذا الإحجام عن الكلام، هو ما أدى إلى ضعف صوتي، فهل هناك أدوية، أو تمارين، أو وسائل، تساعد في تقوية الصوت؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ضعف الصوت وانخفاضه، قد يكون مجرد عادة مكتسبة، وبعض الناس قد ينخفض صوتهم في مواقع ومواقف معينة؛ نتيجة للخجل أو الحياء الزائد، وانخفاض الصوت قد ينتج من خلل في السمع، أو خلل في الحبال الصوتية.

فيا أخي الكريم: حتى نكون مطمئنين اطمئنانا كاملا، أرجو أن تذهب إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة، ليقوم بفحص الحبال الصوتية لديك، وهل يوجد بها التهاب، أو يوجد بها أي نوع من الارتخاء؟

هذا فحص بسيط ولكنه مهم؛ لأننا من خلاله نستطيع أن نطمئن على وضع الحبال الصوتية لديك، كما أن الطبيب سوف يقوم بفحص الأذن الداخلية والوسطى؛ للتأكد من أنه لا توجد التهابات، أو أي علل مشابهة ربما تكون قد أثرت بشكل سلبي على صوتك.

بالنسبة للناحية النفسية: كما ذكرت لك فإن الخجل والخوف الاجتماعي قد يجعل الإنسان منخفض الصوت، ولذا في مثل هذه الحالة يعالج السبب، وهو الخوف والخجل الاجتماعي، وهذا يعالج عن طريق: المواجهة، عن طريق تطوير المهارات الاجتماعية، بأن تنظر إلى الناس في وجوههم، أن تبدأ بالتحية، وأن ترد على من سلم عليك بأفضل من تحيته، وأنت على إلمام أن تبسمك في وجه أخيك صدقة.

هذه الأمور بسيطة، ولكنها مهمة؛ لأن اللغة الحركية مكملة تماما للغة اللفظية، خاصة فيما يخص التواصل الاجتماعي.

وإذا كنت فعلا تحس بنوع من القلق الحقيقي، يجعل صوتك منخفضا، فلا مانع من أن تتناول أحد الأدوية الجيدة والمفيدة.

دواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة 10 ملغ يوميا، تناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

ولتحسين صوتك توجد وسائل أخرى كثيرة، أولا: عليك بتلاوة القرآن الكريم بتجويد وبصوت عال، هذا ليس صعبا أبدا، وهذا يمكنك أن تتدرب عليه من خلال التواصل مع أحد المشايخ، أو الانضمام لأحد حلقات التلاوة.

ثانيا: تعلم أن تربط ما بين التنفس والكلام، في بدايات الكلام خذ نفسا، هذا يريح الرئتين ويريح الحبال الصوتية، وسوف تجد أن إخراج الكلام قد أصبح أفضل، وهذا ربما يتطلب أن تتواصل مع أخصائي التخاطب ليقوم بتدريبك على ذلك.

سيكون من الجيد أن تقرأ موضوعا ما وتقوم بتسجيله، وتبذل كل جهدك أن تسجل الصوت بنبرة عالية، وبعد ذلك قم بالاستماع إلى ما قمت بتسجيله، ومن خلال الاستماع، سوف تستطيع أن تستدرج نقاط ضعفك، ونقاط قوتك، وتواصل هذا النوع من التمرين، وفي فترات لاحقة سوف تجد أن هنالك تحسنا كبيرا جدا في صوتك.

كنت أعرف -أخي الكريم- أحد الإخوة يعاني من نفس علتك، أي هنالك بعض الانخفاض في صوته، واستطاع أن يعالج نفسه من خلال الآذان، درب نفسه على ذلك كثيرا، وأصبح يقصد ويذهب إلى المسجد ويقوم بالأذان.

فهذا قد يكون فيه خير كثيرا لك، وحاول دائما أن تدرب نفسك على أن تحضر موضوعا معينا، وتتحدث فيه حين تلتقي بإخوانك أو أصدقائك، وحتى بما أنك مدرس، فلا بد أن هنالك موضوعات تستطيع أن تطرقها وتتكلم فيها بسهولة، وهنا قل لنفسك: لا بد أن أتكلم بصوت عال.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأله تعالى أن يسمع صوتك دائما في قول الحق، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات