أدوية الصرع وهل تؤثر على الدورة الشهرية؟

0 845

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إحدى قريباتي تعاني من الصرع منذ حوالي 16 سنة، وهي تتناول دواء دباكين، ولكن دورتها الشهرية مضطربة، حيث تدوم 15 يوما، ثم تذهب يومين وتعود من جديد، وهي كثيرة النوم، وإذا لم تنم فإنها تتعرض لنوع من الرعشة في كل جسمها، فهل يمكن تغيير الدواء؟ وهل لهذا الدواء علاقة بالدورة الشهرية؟ وهل يمكن لمرضى الصرع الزواج وإنجاب الأولاد؟!
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مرض الصرع هو من الأمراض القابلة للعلاج بنسبة عالية، والمطلوب فقط هو الالتزام القاطع بتناول الدواء.

وبالنسبة لعقار دباكين فهو من أفضل الأدوية التي تعالج مرض الصرع، وينظم كهرباء الدماغ، وبالنسبة لآثاره الجانبية فإنه يؤثر على الدورة الشهرية لدى بعض النساء، كما أنه قد يؤدي إلى تساقط مؤقت للشعر، ومن آثاره أيضا أنه قد يزيد النوم، وقد يؤدي كذلك إلى زيادة في الوزن، هذه الآثار الجانبية معروفة.

وبالرغم من نفعه الكبير لعلاج الصرع، إلا أن البعض قد يجد صعوبة في تحمله بالنسبة لآثاره الجانبية هذه، وفي مثل هذه الحالة يمكن أن ينقل المريض إلى دواء آخر؛ لأن مجموعة الأدوية التي تعالج الصرع الآن كثيرة، فمن الأدوية القديمة هناك عقار (فينتيون) ويوجد عقار (تجراتول)، ومن المجموعات الجديدة عقار (كبرا)، (لامكتال)، (توباماكس) كلها جيدة ومفيدة، لكن يجب أن يتم تناولها تحت الإشراف الطبي.

هذه الأخت الفاضلة إذا كانت تواجه صعوبات كثيرة، فأعتقد أنه من الضروري أن تتواصل مع طبيبها، وكما ذكرت لك أنه سوف يقوم إن شاء الله بتغيير الدواء، وذلك بعد أن يقوم بتقييم حالتها؛ لأنه من الضروري أن تجرى فحوصات للدم، والتأكد من وظائف الكلى ووظائف الكبد، وربما يقوم الطبيب أيضا بعمل تخطيط كهربائي للدماغ، للتأكد من نوع البؤرة الصرعية وكذلك شدتها، هذا التقييم من وجهة نظري أيضا سوف يصب إن شاء الله في مصلحة المريضة.

وأما بالنسبة لموضوع الزواج وإنجاب الأولاد فليس هناك ما يمنع مريض الصرع من ذلك، إلا في حالات نادرة، إذا كان الصرع بالشدة الشديدة ويصعب التحكم فيه، هنا ربما تكون صعوبة بالنسبة للزواج.

وأنا أتفهم جيدا الوصمة الاجتماعية التي ارتبطت بمرضى الصرع، فكثير من الناس ينفرون من مرضى الصرع، وهذه أفكار خاطئة، هو مرض طبي مثله مثل الأمراض الأخرى، وأصبح الآن يعالج بصورة فعالة بفضل الله، ويمكن لمريض الصرع أن يعيش حياة طبيعية، وأقول لك أن خمسين إلى ستين بالمائة من مرضى الصرع يتم شفاؤهم تماما من هذا المرض بإذن الله، والبقية ربما تحتاج إلى أن تواصل الدواء لفترة أطول.

إذن فمريض الصرع يمكنه الزواج ويمكنه الإنجاب أيضا بإذن الله، وليس هنالك ما يمنع، ولكن مريض الصرع حينما يقدم على الزواج لابد أن يخبر الطرف الآخر، هذا مهم من الناحية الأخلاقية، وفي نفس الوقت مهم أيضا لكي يساعد الطرف الآخر المريض في تناول الدواء، وكذلك مراعاته من جميع النواحي.

بالنسبة للحمل لدى الإناث مع تناول الأدوية المضادة للصرع، هذا الموضوع أيضا يجب أن يتم التعامل معه بشيء من المحاذير؛ لأن معظم الأدوية التي تستعمل في علاج الصرع لا ينصح بتناولها في أثناء الحمل، مثلا الدباكين بالرغم من أنه دواء ممتاز ولكن يعرف عنه أنه ليس من الأدوية السليمة ليتم تناولها في أثناء الحمل، خاصة فترة الأربعة الأشهر الأولى، أي فترة تخليق الأجنة، ولكن توجد خيارات وبدائل أخرى.

الذي أود أن أصل إليه هو أن مريضة الصرع حين تتزوج، لابد أن تكون تحت الرقابة الطبية اللصيقة، وحين يحدث الحمل لابد أن يكون هناك تعاون بين طبيبة النساء والولادة وطبيب الأعصاب الذي يشرف على الحالة، هذا هو الذي أود أن أوضحه ونشكرك كثيرا على تواصلك معنا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات