الخجل والتعرق عند الاختلاط بالناس، تناول الأدوية النفسية أثناء الحمل والرضاع

0 457

السؤال

السلام عليكم.
الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم ... شكرا لك لمساعدتي.
أنا الآن أستخدم العلاج ومرتاحة جدا، وتحسنت للأفضل بكثير، لكن مازال معي التعرق والخجل عند الاختلاط بالناس، كذلك أفكر في الحمل ولا أستطيع وقف العلاج والرضاعة، فأتمنى أن أجد حلا لوضعي، أي أني متمسكة بالرضاعة، وكذلك أريد العلاج النفسي، لأني أصبحت أستمتع بالحياة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم بيلسان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن التعرق قد يكون مصاحبا للقلق في حالات كثيرة، وأعتقد أن تمارين الاسترخاء سوف تكون وسيلة جيدة جدا للتقليل من هذا العرق، وهناك أدوية مثل البنزوأتربين (Benzoatropine) والبنزوهكسول (Benzohecsol) توصف لبعض الحالات، وكذلك الإندرال ((Inderal ولكن حقيقة أرى لا داعي أبدا لهذه الأدوية.

الخجل عند الاختلاط بالناس يقاوم بتحقير فكرة الخجل نفسها، وكذلك الإكثار من الاختلاط، وتطوير المهارات الاجتماعية، كأن تنظري إلى الناس في وجوههم حين الكلام، وأن تكوني أنت البادئة بالسلام، كما أن التعرض في الخيال يفيد كثيرا، أي أن تتصوري نفسك أنك أمام مجموعة كبيرة من الناس تقدمين عرضا لموضوع معين، أو أنك تستضيفين مجموعة كبيرة من الناس، وهكذا... هذا النوع من التعرض في الخيال - كما ذكرنا ونذكره دائما – هو من الوسائل العلاجية الجيدة.

بالنسبة لتناول الدواء أثناء الحمل، فلا شك أن هنالك محاذير لابد أن تتخذ، وفترة تخليق الأجنة – أي الأربعة أشهر الأولى – لا ينصح فيها باستعمال الأدوية، إلا إذا كان هناك سبب قوي، ويعطى الدواء الأفضل والأسلم، وفي أثناء الحمل بالنسبة للأدوية النفسية المضادة للاكتئاب، يعتبر البروزاك هو الدواء الأسلم في أثناء الحمل.

أما بالنسبة للسبرالكس فلم يعط البراءة الكاملة، أي أن الشركة لم تعط أيضا براءة كاملة بسلامته أثناء الحمل، بالرغم من أنه لم تسجل ضده حالات معينة للاختلافات التكوينية للأجنة.

بالنسبة للرضاعة، يعرف أن كبد الطفل لا تستقلب الأدوية بصورة جيدة خلال الثلاثة أشهر الأولى، ويعرف أن الأدوية تنتقل عن طريق الرضاعة بنسبة خمسة إلى عشرة بالمائة، ولذا لا ينصح أبدا بتناول الأدوية، وكذلك الرضاعة في نفس الوقت، ولكن بعض الأدوية يمكن تناولها بجرعة بسيطة مثل السبرالكس بجرعة خمسة مليجرام، لا أعتقد أن ذلك سوف يكون له أثر مضر على الطفل، ولكن بجرعة أكثر من ذلك، ولا أمتلك الشجاعة أبدا أن أنصح به؛ لأن هذا الصغير هو أمانة في أعناقنا.

هنالك أيضا -أختي الكريمة- إشارات كثيرة أن الأمهات اللاتي يرضعن ويتناولن الأدوية في نفس الوقت، كثيرا ما يصبن بالقلق والشعور بالذنب حيال هذا الأمر، لذا أنا أنصح الأمهات بأن لا يرضعن إذا كان هنالك حاجة لاستعمال هذه الأدوية، أو اللجوء إلى الحل الوسط وهو تناول الدواء بجرعة صغيرة، أو أن لا ترضع الأم الطفل لمدة ثماني ساعات بعد تناول الدواء، وبعد ذلك تقوم بإفراغ الحليب من ثديها، ثم – أي بعد انقضاء الثمانية ساعات – إعطاء الطفل من الحليب الذي سوف يتكون.

هذه بعض الحلول الوسطية، وأشكرك كثيرا على ثقتك في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات