خطوات سلوكية لمعالجة فقدان القدرة على التكلم بعد صدمة نفسية حادة لطفلة

0 428

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي عمرها 19 سنة، رأت في الليل شخصا فوق جدار الحوش وكانت وحدها، فخافت وصرخت، ثم هرول الجميع ولم ير أحد شيئا، ولم نجد أثرا، ثم إنها كانت تتكلم في تلك اللحظات، وبعد دقيقة أغمي عليها وفقدت الوعي، ثم أفاقت من غير كلام، ولم تستطع نطق أي حرف أو صوت إطلاقا، خلال اليوم التالي كاملا، وفي الليل نامت قليلا ثم استيقظت وهي تتكلم، ثم عادت من غير كلام مرة أخرى، وفي اليوم الثاني لازالت لا تستطيع الكلام ولا النطق، ولا محاولة إخراج أي صوت.

في إحدى المرات كنا في السيارة، وبعد مطب قوي خافت وأغمي عليها، وسقطت بعد تركيب المغذية أفاقت، ولكن الكلام طبيعي ولم يحدث شيء في تلك المرة.

في الحقيقة الموقف صعب، ونخاف من ذلك، ما رأي الدكتور -جزاه الله ألف خير- هل حدث شيء في الدماغ؟ وما الذي يجب أن نفعله؟

أسأل الله التوفيق والعافية، وجزاكم الله خيرا على تقديمكم هذا الموقع الرائع والمفيد، وبارك الله فيكم دنيا وآخرة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب ونشكرك على ثقتك في الموقع.

مثل هذه الحالة التي حدثت لأختك يجب أن ينظر إليها من جهة هل هنالك علة نفسية أدت إلى هذه الأعراض، أم هنالك علة عضوية هي التي أدت إلى حدوث هذه التغيرات التي تعاني منها؟

أنا أعتقد أنه لا يوجد سبب أو مرض عضوي، وأن الأمر كله مرتبط بصدمة نفسية حادة، خاصة أن هذه الأخت -حفظها الله- من الواضح أنها عرضة للقلق أصلا، ولديها استعداد للمخاوف، ومن ثم بدأت تحدث لها هذه التغيرات الشديدة، وما حدث لها يمكن أن نعتبره إحدى الحالات الانشقاقية التحولية هكذا تسمى، وهي حالة نفسية كان في السابقة يطلق عليها نوعا من الهستيريا، وأنا شخصيا لا أحبذ هذا المسمى كثيرا.

هذه الفاضلة بشيء من الكلام معها وطمأنتها ستحس بالأمان، وربما تستجيب حالتها، وإن لم تستجب استجابة حقيقية فيفضل بعد ذلك أخذها إلى الطبيب النفسي؛ وذلك من أجل تقييمها تقييما كاملا، وهنالك أدوية كثيرة مفيدة لمثل هذه الحالات، فتعطى مضادات المخاوف والقلق، وتعطى أيضا جرعات صغيرة من دواء يعرف باسم البينزودازبين، وهذه يعرف عنها أنها أدوية تؤدي إلى الاسترخاء والراحة الداخلية النفسية، وإزالة القلق والمخاوف.

إذن الذهاب بها إلى الطبيب سيكون أمرا جيدا، ولا أعتقد أنه حدث للدماغ شيء، وقد انتابتني بعض الشكوك فيما إذا كان يوجد لديها بؤرة صرعية، ولكن لا أعتقد أن ذلك موجودا، وهل مرت بحالة ذهانية حادة ؟ أيضا لا أعتقد ذلك، فقط أرى أن الصدمة النفسية قد أثرت عليها وأدخلتها في هذه الحالة العصابية، وما حدث لها من كلام أثناء الليل بعد أن استيقظت من النوم هو دليل على ارتفاع مؤشر القلق والتوتر لديها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات