خطوات قطع علاقة محرمة بين فتاتين

0 730

السؤال

أنا فتاة تربطني علاقة محرمة مع فتاة، وقد نويت تركها وقمت بمحاولات، لكنها فشلت.

أريد خطوات مدروسة ومجربة تضمن لي عدم العودة، عمري (23) وأنا طالبة في الجامعة، وعمرها (32) وهي أم لثلاثة أطفال، مع العلم أن العلاقة لها (7) سنوات تقريبا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تعالى جل جلاله أن يبارك فيك وأن يعافيك من هذا البلاء، وأن يصرف عنك هذه المعصية وأن يتقبل توبتك.

ابنتي الكريمة الفاضلة! إن هناك أنواعا من المعاصي لا يمكن لأي قوة في الأرض أن تخلص صاحبها منها إلا بقرار داخلي منه، وعزيمة صادرة منه، فأنت بارك الله فيك مطالبة باتخاذ قرار قوي وشجاع وجريء.

مما لا شك فيه أنك أخذت عدة قرارات، ولكنها فشلت، المشكلة أين تكون؟ إننا لا نأخذ القرار بطريقة متكاملة، مثلا انظري لهذا الرجل الذي قتل مائة نفس، لما أراد أن يتوب سأل أولا - كما فعلت أنت - ثم أخذ الإجابة وسعى في تطبيقها، وذهب إلى القرية التي بها رجال يعبدون الله تعالى ليعبد الله معهم، وقبلت توبته ودخل الجنة.

عندما كان صادقا فعلا في الرغبة والتوبة والعودة إلى الله تبارك وتعالى، بحث بجد واجتهاد ونفذ كل ما سمعه من هذا العالم الرباني، حيث أمره أول شيء أن يترك بيئة الغفلة والفساد، وأن يذهب إلى بيئة أخرى.

بالتالي أول نقطة ينبغي عليك أن تفعليها قطع علاقتك نهائيا مع هذه الأخت، وإن كان عندك رقم جوال وهي تعرفه لابد أن تتخلصي منه، حتى وإن كانت في الطريق الذي تمشي فيه فلابد أن تبحثي عن طريق آخر، كل اتصال بينك وبينها لابد أن يتم قطعه نهائيا، مع عدم التوسط في الأمر؛ لأن هذا لن يقدم ولن يؤخر، فإن معصية بعد عام كمعصية كل يوم، فهي معصية، ولكن المهم كما ذكرت أهم شيء فعلا تغيير البيئة، وأقصد بتغيير البيئة قطع الاتصال والعلاقة كليا مع هذه الفتاة، مهما كانت درجة قربها منك حتى وإن كانت أقرب الناس إليك، فيتم قطع العلاقة نهائيا.

ثانيا: البحث عن بديل آخر من الأخوات الصالحات تقضين معهن مثلا وقت الفراغ، حتى لا تشعري بأن هناك فراغا قد تركته لك في حياتك، لأنك عندما تتركينها تشعرين بنوع من النشوة والانتصار عندما تتخذين القرار، وتتوقفين يوما مثلا، ثم بعد ذلك تبدأ المشكلة أنك بعد يوم أو بعد يومين أو ثلاثة تشعرين بفراغ فتتمنين في قلبك أن تكون معك، فإذا تكلمت معك ضعفت! وبالتالي نقضت التوبة مرة أخرى.


لابد أن تقومي من الآن بالتعرف على أخوات صالحات حتى لا يأتي هذا الفراغ القاتل الذي يردك مرة أخرى إلى المعصية، وإنما يأتي الفراغ هذا وأنت لست فارغة يقينا، وإنما لديك صديقات صالحات قانتات يملأن هذا الفراغ الذي تعانين منه عندما تتركين هذه الفتاة التي هي من أسباب انحرافك، وبعدك عن ربك ومولاك جل جلاله، والصاحب ساحب، والمرء على دين خليله.

ثالثا: ضرورة توفير واقع إيماني، فأنت الآن بارك الله فيك لم تتكلمي لا عن الصلاة ولا عن قراءة القرآن ولا عن قيام الليل، ولا عن الدعاء ولا عن الأذكار، ولا عن الصيام، أنت تحتاجين إلى كمية هائلة من المواد المنقية حتى تتخلصي من هذه المعصية التي استمرت سبع سنوات.

هذه المعصية تأصلت في قلبك وتجذرت في صدرك، وأصبحت جزءا من مكوناتك الشخصية، ولعلها إذا لم تتم في يوم من الأيام تشعرين بأن هناك شيئا غير طبيعي، فحتى تتخلصي من هذه الآثار لابد لك أن توفري لنفسك برنامجا قويا، هذا البرنامج يتمثل في ترك هذه الأخت وقطع كل العلاقات والاتصالات معها بأي صور من الصور، سواء كان عن طريق الإنترنت أو كان عن طريق الجوال أو التليفون الأرضي أو عن طريق الرسائل أو كانت جارة من الجارات أو كانت في الطريق أو زميلة عمل أو زميلة دراسة، المهم أنك تغلقين كل أبواب التواصل مطلقا.

لا تستجيبي لضغطها مهما كان، كأن تقول لك: (أنا سوف أتكلم معك كلمة واحدة، طيب مري علي، خلاص أنا تبت إلى الله كما تبت أنت إلى الله ولن أعود إلى هذا) هذا كله كلام لسنا في حاجة إليه، ولا نستجيب له أبدا، لأنك إن ذهبت إليها ورأتك جاءها شيطانكما، فزينها لك وزينك لها مرة أخرى، ولذلك قطعا هو الخطوة الأساسية والرئيسية.

الأمر الرابع: ضرورة وضع برنامج علمي إيماني يزيد الإيمان في قلبك حتى تستطيعي أن تتخلصي من آثار تلك المعصية التي أدت بها إلى سبع سنوات، فلابد من وجود أعمال إيمانية؛ لأن النور هو الذي يبدد الظلام، فأنت الآن تعيشين في ظلمة منذ سبع سنوات، قلبك قد قسى، بل لعله والعياذ بالله قد مات ونحن نريد أن ننعشه وأن نعيد إليه الحياة، لابد من مواد دوائية قوية.

هذه تتمثل كما ذكرت في أذكار الصباح وأذكار المساء وكثرة الاستغفار والدعاء والمحافظة على الصلوات في أوقاتها وكذلك قراءة ورد يومي من القرآن الكريم، كذلك كثرة النوافل من صلاة وصيام، وإخراج الصداقات، كذلك كثرة الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، كذلك محاولة الانخراط في بعض المؤسسات الاجتماعية في المجتمع، إذا كان لديكم جمعيات خيرية فمن الممكن أن تنضمي إليها، المشاركة كذلك في فعاليات دعوية إسلامية تقمها بعض المؤسسات أو بعض الجهات في المساجد في المدارس في أي مكان، المهم أن تغيري جلدك وأن تغيري قلبك وأن تغيري الدماء التي تسري في عروقك وأن تغسلي قلبك.

ابنتي! اعلمي أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأبشري بفرج من الله قريب، واعلمي أن من تاب تاب الله عليه، واعلمي أن الندم توبة، واعلمي أن الله الجليل جل جلاله قال: (( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم ))[النساء:17] وقال تعالى: (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ))[الحديد:16].

هذا وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات