كيف أتخلص من مشكلة عدم الشعور بالواقع وكأني غريب؟

0 569

السؤال

أعانى من عدم الشعور بالواقع وأشعر بأنني غريب عن هذه الدنيا وأسأل أسئلة غريبة، لماذا نأكل؟ ولماذا نشرب؟ وأتخيل منظر مخي من الداخل، وماذا لو انقطع عرق من عروقه، أشياء مبهمة، ومازلت أعاني من الخوف من الموت، رغم قلة هذه المعاناة، وأحاول أن أحقر الفكرة ولكن الاستغراب وعدم الشعور بالواقع هو الذي يسيطر علي.

أفيدوني، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

أخي الكريم: هذا الشعور بالتغرب عن الذات وعن الدنيا، والأسئلة الكثيرة التي تدور في خلدك وتشغلك أتفق معك تماما أنها مزعجة لأنها مبهمة ولا نهاية لها، واختلط الأمر أيضا لديك بالخوف من الموت، كل هذا الذي يحدث لك _أيها الفاضل الكريم- هو صورة من صور الوسواس القهري، والوسواس القهري له عدة أنواع ويظهر في عدة ملامح وحيثيات.

الوسواس القهري بما أنه نوع من القلق يعطي هذا الشعور الغريب الذي يحدث لك ،المنهج الذي اتبعته وهو تحقير الفكرة واستبدالها بفكرة مخالفة هو من المناهج العلاجية السلوكية الجيدة خاصة إذا كانت قناعتك بفائدة هذا العلاج هي قناعة جيدة.

الذي أود أن أطمئنك نحوه أن هذه الحالات تستجيب للعلاج الدوائي بصورة ممتازة جدا، وقد وجد أن الأدوية المضادة للوساوس والمخاوف هي ذات فعالية عالية جدا في علاج مثل هذه الحالات. هنالك دواء جيد يعرف تجاريا باسم (مودابكس) واسمه التجاري الآخر هو (لسترال) أو (زولفت) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) وهو متوفر في مصر، أرى أنه سوف يكون من الأدوية المفيدة جدا لك، فاسع -أخي الكريم- للحصول عليه، علما بأنه لا يحتاج لوصفة طبية، ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرام (حبة واحدة) تناولها ليلا بعد الأكل، واستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة في المساء أو بمعدل حبة صباحا وحبة مساء لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة مرة أخرى واجعلها حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، وهذه هي المدة الوقائية ،بعد ذلك اجعل الجرعة حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة والتي تعالج الوساوس والمخاوف.

أخي الكريم: من الضروري جدا أن تكون لك أنشطة وبرامج يومية تتخلص من خلالها من أي نوع من الفراغ الزمني أو الفراغ الذهني، والقراءة والإطلاع والتواصل الاجتماعي وممارسة الرياضة، والحرص على العبادات في وقتها، هذا يرفع كثيرا من معدل الصحة النفسية لدى الإنسان ويخلصه إن شاء الله من هذه المضايقات ومن هذه المخاوف.

يجب أن تحقر الفكرة الوسواسية، وتصر على تحقيرها، ولا تدع لها أي مجال لتسيطر عليك، وحاول -أخي الكريم- أن تتذكر إيجابياتك وتسعى لتطويرها، لأن هذا أيضا من صميم وجوهر الصحة النفسية السليمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات