السلام عليكم ورحمة لله وبركاته

ابني عمره سنة وشهر، منذ ستة أشهر وهو عنده التهاب في الأذن الوسطى، كما قال الطبيب، وهو يعاني من شد الأذن وشد شعره، وإدخال أصبعه في أذنه، وحركة رأسه يمينا وشمالا، عملت له اختبار سمع، والنتيجة سليمة، وعصب السمع أيضا سليم، لكن هناك مشكلة عند ابني أنه لما ينظر إلى التلفزيون وننادي عليه لا يرد علينا إلا بصوت عال جدا أو يكون يلعب في شيء آخر لا يرد!

الدكتور حولنا على دكتورة أطفال مخ وأعصاب، فطلبت منا أشعة مقطعية على المخ، وأظهر فيها نقص أكسجين في المخ، فهل لهذا أضرار على ابني؟ وهل عنده توحد أم ماذا؟ وهل نقص الأكسجين في المخ يؤثر على الكلام والنطق؟

دلوني على شيء أعمله، وجزيل الشكر لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن تعبير نقص الأكسجين في المخ هو من التعابير التي ترد كثيرا في الطب، لكن بكل أسف لا تستعمل بالدقة المطلوبة، بعض الأطفال الذين يعانون من نقص في مستواهم الإدراكي أو يوجد نوع من النقص في وظائف عصب الإحساس أو السمع أو عدم تطور الكلام لديهم، يرجعه الأطباء غالبا على أنه حدث نقص في مستوى الأكسجين في أثناء الولادة، مثلا التفاف الحبل السري حول رقبة الطفل، هذا من الأسباب الشائعة جدا، أو تأخر الولادة حين نزول الطفل في مجرى الولادة، قد يحدث نوعا من التأخر واختناقا مؤقتا، وقلة في الأكسجين، هذا ربما يكون لديه تبعات سلبية على نمو الطفل ومداركه ومقدراته، من حيث المعرفة والتركيز.

أيتها الفاضلة الكريمة: لابد أن أكون واضحا معك جدا: هذا الطفل ليس هنالك ما يشير على أنه يعاني من علة التوحد، وعلة التوحد يجب أن لا تشخص قبل ثلاثين شهرا، أي إذا لم يبلغ الطفل ثلاثين شهرا لا أحد يستطيع حقيقة أن يشخص أبدا أن الطفل لديه توحد.

لكن المؤشرات التي ذكرتها أن الطفل يذهب إلى التليفزيون ويتفاعل معه، هذا دليل أنه لا يعاني من علة التوحد، هذا الطفل - حفظه الله - كل الذي يحتاجه المتابعة مع طبيب المخ والأعصاب المختص في أمراض الأطفال، هو الذي يستطيع أن يراقب مراحل النمو والتطور لديه، والطبيب سوف يقدم لكم -إن شاء الله تعالى- النصح المطلوب.

لا تنزعجي كثيرا للموضوع، لكن المتابعة مهمة في مثل هذه الحالات، وأسأل الله تعالى لابنك الصحة والعافية وأن لا يصاب بمكروه.