هل فعلاً الزيروكسات يعالج عادة نتف الشعر؟

0 533

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا آنسة، عمري 20، بدأت أعاني من نتف الشعر عام 2008، وكنت أغلب الوقت أغطي شعري كي لا أقوم بنتفه، ومع ذلك لا أستطيع التوقف، وشعري الآن سيء جدا، وأعالجه ويتحسن ثم أرجع للنتف، ولا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي بسبب عائلتي، فهم لن يتقبلوا الموضوع، وأنا بدأت أفقد شعري.

أثناء بحثي في المواقع وجدت فتاة تقول أنها عانت من نفس المشكلة لمدة سنتين، ثم سألت الصيدلي، وقال أن هذه الحالة تسمى بنتف الشعر القهري، ووصف لها حبوب السيروكسات، وأنها خلال شهر لن تنتف ولا شعرة، وانتهت مشكلتها والحمد لله.

سؤالي: كم حبه آخذ في اليوم؟ وما أعراضها الجانبية؟

علما بأني أعاني من نقص الوزن، وعند تركها هل تحصل أضرار؟

أتمنى المساعدة!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن نتف الشعر يمكن أن يكون بالفعل ناتجا من حالة قلق تتسم بالقهرية والفعل الاستحواذي؛ ولذا شخصها الكثير من الأطباء كنوع من الفعل الرتيب المتكرر الذي يشبه الطقوس الوسواسية، وقد وجد أن هذه الحالات تستجيب لدرجة كبيرة للأدوية المضادة للقلق والوساوس والاكتئاب، ومن هذه الأدوية عقار (ديروكسات) وإن كان الفافرين، والذي يعرف علميا بـ(فلوفكسمين) هو الدواء الذي قيل أنه الأفضل في علاج نتف الشعر القهري، فيمكنك أيتها الفاضلة الكريمة أن تتناولي الديروكسات، وإن شئت أن تتناولي الفافرين كبديل له.

جرعة الديروكسات هي أن تبدئي بعشرة مليجرام -أي نصف حبة- تناوليها يوميا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعليها جرعة كاملة، واستمري عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة ونصف - أي ثلاثين مليجراما - وبعد شهر آخر ارفعيها إلى حبتين في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية، والتي يجب أن تستمري عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى حبة ونصف لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى حبة كاملة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا بالنسبة للديروكسات، مع العلم أنه سليم وليس له أعراض جانبية حقيقية، فقط ربما يزيد الوزن قليلا بالنسبة لك، وهذا أمر مطلوب، والأمر الآخر يجب أن يكون هنالك التزام بالجرعة، ويجب أن يتم التوقف عن الدواء بالتدرج كما أوضحت لك؛ لأن إيقافه فجأة ربما يؤدي إلى آثار انسحاب سلبية، مثل الشعور بالقلق والدوخة والتوتر، وكذلك التعرق.

أما إذا كان اختيارك هو الفافرين، فجرعته هي أن تبدئي بخمسين مليجراما، تناوليها ليلا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعليها حبة كاملة، واستمري عليها لمدة شهر، ثم اجعلي الجرعة مائة وخمسين مليجراما، تناوليها كجرعة واحدة ليلا لمدة شهر أيضا، ثم ارفعي الجرعة إلى مائتي مليجرام في اليوم، يمكن تناولها كجرعة واحدة ليلا أو مائة مليجرام صباحا ومائة مليجرام مساء، وهذه الجرعة العلاجية يجب أن تستمري عليها لمدة أربعة أشهر، بعدها اجعليها مائة وخمسين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم مائة مليجرام لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خفضيها إلى خمسين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الفافرين.

أرجو أن أوضح وأكرر مرة أخرى أنك لست في حاجة لتناول الدواءين، إنما تناولي دواء واحدا فقط.

الفافرين أحد أعراضه الجانبية هو أنه ربما يؤدي إلى عسر بسيط في الهضم؛ لذا يجب تناوله بعد الأكل، وهذه تحدث في الأيام الأولى للدواء، بخلاف ذلك فهو دواء ممتاز وسليم وفعال جدا، وكلا الدواءين لا يؤثران على الهرمونات النسوية.

من الضروري جدا أيتها الفاضلة الكريمة أيضا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، فتمارين الاسترخاء مفيدة لعلاج القلق المرتبط بتنف الشعر، وللتدرب على هذه التمارين يمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح تمارين الاسترخاء وكيفية ممارستها.

من الضروري أيضا أن يكون لك نوع مما نسميه بالتغيير المعرفي الفكري، وهو أن تتأملي في هذا الفعل، وتقولي لنفسك: (لماذا أفعل هذا؟ هذا أمر غير جيد وغير مقبول) وتحاولي دائما أن تتحكمي في نفسك، وحين يأتيك الشعور بنتف الشعر قومي بفعل شيء آخر، فمثلا أمسكي كوبا أو قلما في يدك بدلا من أن تنتفي شعرك.. وهكذا، هذا أمر ضروري ومهم جدا.

هناك تمارين سلوكية أخرى مثل أن تتأملي وتتفكري أنك تريدين نتف شعرك، وقومي بوضع يدك على رأسك، ثم أمسكي بشعر الرأس لكن لا تقومي بنتفه، بل انزعي يدك فجأة وقومي بالضرب على يدك على سطح صلب مثل الطاولة مثلا، ويجب أن تحسي بألم حين تضربين يدك على السطح الصلب، وهنا يكون قد تم الربط ما بين نتف الشعر وما بين شعور مغاير وهو إدخال الألم على النفس.

التكرار لمثل هذه التمارين يؤدي إلى ما يسمى بفك الارتباط الشرطي، وهي عملية سيكولوجية سلوكية معقدة بعض الشيء، لكن تطبيقها وجد أنه مفيد جدا، ومثل هذه التمارين السيكولوجية إذا طبقها الإنسان تحت إشراف مختص ربما تكون أكثر فائدة.

إدارة الوقت بصورة جيدة، والتركيز على دراستك سيكون أمرا جيدا، والتواصل الاجتماعي جيد ومفيد، ويجعل الإنسان أيضا لا يحس بالخواء أو الفراغ الذهني.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات