أشعر بالخوف عند مواجهة الناس الغرباء، فما الحل؟

0 342

السؤال

السلام عليكم.
مشكلتي باختصار:

أشعر بالخوف من مواجهة الناس والحديث مع أشخاص غريبين، ولا يمكنني إلقاء كلمة أمام جمع من الناس خاصة إذا كانوا غريبين.

وأشعر بالخوف كثيرا عندما أقدم إلى مكان مليء بالناس، مع العلم بأن هذه المشكلة بدأت معي منذ سنتين، وأمارس العادة السرية مرة واحدة في الأسبوع.

أرجوكم أعطوني الحل! وإذا كانت هناك توجيهات وطرق علاج فما الأشياء التي تساعد على تنفيذ التوجيهات؟

أريد حلا مفعوله واضح للعلاج، وإذا كانت هناك أدوية فما اسم الأدوية؟

شكرا لكم ولأساتذتي المستشارين، والله يحفظكم ويرعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأولا: أود أن أشكرك كثيرا على أدبك الجم وذوقك وتقديرك للقائمين على هذا الموقع، وأود أن أبشرك أن حالتك بسيطة جدا.

أنت تعاني من حالة قلق بسيط يسمى بالرهاب والخوف الاجتماعي، وهو من الحالات النفسية المنتشرة جدا، وعلاجه إن شاء الله سهل وبسيط، فقط أود أن ألفت نظرك لموضوع العادة السرية، وأسأل الله تعالى أن يساعدك على أن تحجم عن هذا الفعل، وأن يصبرك وأن يثبتك، وعليك بممارسة الرياضة، وإذا تمكنت أيضا من الصيام ففي هذا خير كبير وهذا علاج نبوي معروف، والإنسان بشيء من الصبر والتمعن والرجوع إلى الدين وتعليماته وآدابه يستطيع أن يتحكم في شهواته.

أنا لست منزعجا كثيرا لممارستك هذه، لكني أريدك أن تتسامى وأن تنتقل لمرحلة أرفع حتى تحس بالرضا عن نفسك بارك الله فيك.

أما بخصوص الخوف الاجتماعي، فالتوجيهات التي أود أن أنصحك بها هي:

أولا: اعرف أنك لست بأقل من الناس، هذا ضروري جدا.

ثانيا: المشاعر التي تأتيك بالشعور بالخوف وما يصاحبها من أفكار بأنك مراقب من قبل الآخرين، هذه أفكار ليست صحيحة، فالناس لا يلاحظون ما بك، وكثير من الأخوة والأخوات يأتون ويقولون لنا نشعر أننا نرتعش ونتلعثم أمام الآخرين ونتعرق وهم ينظرون إلينا..هذه المشاعر مبالغ فيها تماما.

ثالثا: الخوف من الناس ليس نوعا من الجبن، إنما هو نتاج لخبرة أو تجربة سلبية سابقة، أو مفاهيم خاطئة.

رابعا: أريدك أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، فديننا الحنيف يؤكد لنا حسب ما ورد في السنة أن تبسمك في وجه أخيك صدقة. هذا الكلام الرائع الجميل يجعلنا نكون بشوشين ومنشرحين حين نقابل الناس، وهذا يمنع عنا الخوف، فكن على هذا النمط، ابدأ دائما بالسلام، وإذا سلم عليك أحد فرد عليه التحية بأحسن منها.

كن دائما في الصفوف الأولى في صلاة الجماعة حيث الطمأنينة، واحضر حلقات التلاوة، ومارس الرياضة الجماعية ككرة القدم مع زملائك وأصدقائك، وهذا يجعلك حقيقة تتفاعل بصورة وجدانية واجتماعية إيجابية جدا. هذا الكلام الذي أقوله لك مجرب وقائم على دراسات.

النقطة الأخيرة هي نقطة العلاج الدوائي: هنالك أدوية جيدة وأدوية فاعلة، وفي مثل عمرك أنا لا أفضل أبدا أن أعطي جرعات كبيرة، سأعطيك دواء يعرف باسم (فافرين) واسمه العلمي هو (فلوفكسمين) ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراما، تناولها ليلا، ويجب أن يكون تناول الحبة بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجراما ليلا، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف من الدواء.

هذا الدواء رائع وسليم وفعال خاصة في علاج القلق والتوتر والمخاوف.

أرجو أن تكون موفقا وجيدا في استغلال الوقت وتوزيعه بصورة صحيحة؛ فهذا أيضا يرفع من مهارات الإنسان ومن كفاءته النفسية والوجدانية.

لا بد أن تستفيد من الوقت كما ذكرت لك، فتخصص وقتا للراحة، ووقتا للدراسة، ووقتا للعبادة، ووقتا للترفيه على النفس بما هو مشروع، ووقتا لتطوير مهاراتك الاجتماعية، وأن تقرأ وتثق نفسك خارج النطاق الأكاديمي، وتذكر دائما أن المستقبل إن شاء الله تعالى لشباب هذه الأمة.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات