مشاكل أهلي وزوجي تؤثر على حياتي، فماذا أفعل؟

1 486

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ (10) أشهر بابن عمي، بدأت المشاكل منذ فترة الملكة بينه وبين والدي بسبب موعد الزواج، وبسبب قلة الاحترام بينهم، المشكلة أن زوجي يعاقبني، وأنا ليس لي ذنب، وبحجة أنه مجروح، علما بأن المشكلة بينه وبين والدي.

مضت أكثر من سنة، وأحس أنه حاقد (ليس إحساسا فقط) بل هو اعترف بأنه يكره أهلي ويود الانتقام منهم.

أنا محتارة، فأنا لا أرضى غلطه على أهلي، خاصة أن الموضوع قد انتهى وله فترة طويلة، ولكنه لا ينسى، وأخاف أن ينتقم من أهلي بطلاقي، ماذا أفعل؟ هل أتركه أم أصبر؟ علما بأنه لا يمر شهر إلا ونحن في نفس المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك أختنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يديم الألفة والمحبة بينكما.

نصيحتنا لك أيتها الكريمة أن تقدري الظرف الذي مر به زوجك، فربما تعرض لما يجرح مشاعره من والدك، فأثر هذا في نفسه وحمل الضغينة في قلبه، وهناك قدر يعذر فيه الإنسان، لكن لا ينبغي له أبدا الاسترسال مع هذا والاستجابة لداعي الشيطان في تثبيت العداوة والبغضاء، لاسيما بين من قامت بينهم أسباب المودة كالرحم والمصاهرة، فينبغي أن تلتمسي لزوجك العذر، وتحاولي معالجة هذه المشكلة بهدوء وروية، فزوجك بشر لا بد أنه يتأثر بمن يحسن إليه، كما قد تأثر من قبل من أساء إليه، فهذه طبيعة النفس البشرية.

نحن رأينا ونصيحتنا أيتها الكريمة أن لا تجعلي مواقفك دفاعا عن أهلك في نظر زوجك، فإن هذا مما يزيد شحنه بالبغضاء لهم ويصنفك أيضا في صفهم، وربما حاول الانتقام منك كما يريد الانتقام منهم، فلا خير لك في هذه المواقف ولا له ولا لأهلك، وخير من ذلك أيتها الكريمة أن تسلي عن قلب زوجك بإظهار موافقته على أنهم أساؤوا إليه أو أخطؤوا في حقه، ومن ثم تمتصين قدرا من الغضب الموجود لديه، وتبدئين بعد ذلك بمحاولة إطفاء هذه النار التي اشتعلت في قلبه، وذلك بأن تذكريه بثواب الله سبحانه وتعالى للعافين والصافحين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ) والله أخبرنا في كتابه الكريم بأنه أعد الجنة للمتقين الذين اتصفوا بصفات حميدة جميلة، فقال: { وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين }.

هذا النوع من الطرح أيتها الكريمة هو الذي ينبغي أن تعملي به: تذكيره بثواب الله سبحانه وتعالى لمن عفى وأصلح، كما قال سبحانه وتعالى: { فمن عفى وأصلح فأجره على الله } وتذكيره بأن الإنسان يؤجر على عفوه، وأن ما عند الله خير من التشفي والانتقام، وبأن الإنسان ترتفع درجته ومنزلته عند الله إذا تغلب على نفسه وكظم غيظه.

يستحب أن تسمعيه شيئا من المواعظ حول هذا الموضوع، ولو بطريق غير مباشر، والمواعظ كثيرة - ولله الحمد - على موقعنا وعلى غيره من المواقع في فضل كظم الغيظ، وفي فضل التسامح والعفو والصفح، ونحو ذلك من الأخلاق الحميدة، وهذا سيزيل ما بنفسه - بإذن الله سبحانه وتعالى - رويدا رويدا.

كما أن من الأساليب المهمة التي ننصحك أيتها الكريمة بمباشرتها أن تنقلي إلى زوجك عن أهلك شيئا ولو لم يقولوه، كإخباره بأنهم يثنون عليه ويمدحونه ويذكرونه بالخير ويعترفون بأنهم أساؤوا إليه من قبل، ونحو ذلك من الكلام، فإن هذا لا يعد كذبا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا في الحديث بأنه (ليس الكذاب الذي ينمي خيرا) أي الذي يوصل بين الناس الخير بقصد الإصلاح بينهم ليس كذابا، فهذا أسلوب حسن ينبغي أن تتبعيه، فتنقلي إلى زوجك عن أهلك كلاما يسره، وبالعكس كذلك ينبغي أن تنقلي إلى أهلك عن زوجك كلاما يسرهم، وبهذا تتقارب القلوب، وستجدين بعد وقت يسير أن كل واحد منهم بدأ يود الآخر ويحبه.

استعيني بالله سبحانه وتعالى، وأكثري من دعاء الله سبحانه وتعالى أن يصلح ما بين أهلك وزوجك، والله عز وجل على كل شيء قدير، بيده قلوب الخلائق يقلبها كيف يشاء، ولا تحملي هما في هذا الأمر في علاقتك مع زوجك، ولا ينبغي أبدا أن تجعلي من هذا سببا لطلب الطلاق أو التفكير في الفراق من زوجك، وأحسني الظن بالله سبحانه وتعالى، وأنه لم يقدر لك إلا الخير، فإن الله يقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي).

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات