زوجتي ترفض الحمل إلا بعد مرور ثمان سنوات على الأول، فكيف أوجهها؟

0 281

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب متزوج منذ ست سنوات والحمد الله، بعد زواجي بفترة حملت زوجتي وولدت مولودة جميلة ونورت البيت بصوتها الجميل، ولا زالت تسعدنا يوما بعد يوم، ولكن الآن طفلتي بلغت من العمر ثلاث سنوات ونصف، وطلبت من زوجتي أن تحمل ثانية فرفضت رفضا شديدا، وقالت لن أحمل حتى تبلغ بنتنا سن الثامنة بعدها أفكر أحمل، وأنا شاب أواجه ضغطا من الناس بسب استنكارهم لعدم وجود لدي سوى طفلة واحدة، وقد مضى على زواجنا ست سنوات.

فأرجو أن تقدموا لي النصيحة المناسبة حول إقناع زوجتي بالحمل كون أني أريد طفلا ولكي أرتاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو جود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمرحبا بك أخي الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الطيبة، وأن يديم المودة والألفة بينك وبين زوجتك.

لقد أصبت أيها الحبيب في حرصك على تحصيل الذرية، وأحسنت أيضا في حسن تعاملك مع زوجتك وحرصك على معاشرتها بالمعروف، ومن ثم فينبغي أن تواصل هذا السلوك وهو محاولة إقناع زوجتك، وسبيل إقناعها في هذا الأمر هين سهل إن شاء الله تعالى، وذلك بأن تذكر لها ثمرة الإنجاب وتحصيل الولد، فإن من أعظم مقاصد الزواج تحصيل الأولاد، وقد رتب الله سبحانه وتعالى على تحصيل الذرية منافع في الدنيا والآخرة، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة عن فضل تحصيل الولد وحسن تربيته، فقال عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث) ومنها: (ولد صالح يدعو له).

وأخبرنا في حديث آخر بأن من ترك ولدا صالحا فإنه من الأربعة الذين يجرى عليهم عملهم بعد موتهم، فينبغي الحرص على تحقيق هذه المنفعة العظيمة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) والإنسان لا يدري ما الذي يخبئه له الغد، فينبغي له أن يحرص على تحصيل الولد أيام شبابه حتى يقدر على تربيته وحسن رعايته قبل أن تشغله الشواغل الأخرى.

ثم إن الإنسان إذا كبر سنه كان بحاجة إلى الولد الكبير والبنت الكبيرة اللذان يقومان بشؤون الحياة معهما فيرعيانهما في الكبر، بخلاف لو أخر الإنسان الإنجاب لسنوات متأخرة فإنه عند كبر سنه يكون أولاده صغارا، وهذه الحال تستدعي الرحمة كما أشار القرآن إلى هذا المعنى في قوله سبحانه وتعالى: { أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء} فهذه الحال تستدعي الرحمة، وينبغي للإنسان أن يسعى لئلا يقع فيها، وذلك بأن يحاول إنجاب الولد حال شبابه وصحته ليقدر على تربيتهم ورعايتهم، ثم يبادلونه تلك الرعاية والخدمة عند كبره هو.

وبهذا النوع من الإقناع أيها الحبيب تستطيع أن تغير فكرة زوجتك عن الحمل في هذا السن، فربما هي لا تدرك هذه المنافع العظيمة، وتسيطر عليها هموم أخرى، كما هي عادة كثير من النساء، لكنها إذا ذكرت بهذه الحقائق فإنها إن شاء الله ستعدل عن فكرتها.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات