قلة الأكل، والخمول والكسل، والإرهاق، هل هي أعراض نفسية؟

0 503

السؤال

أنا شاب أعاني من مشاكل لا يعلمها إلا الله -عز وجل-، ومنذ سنتين إلى الآن لم أجد حلا لها، ويعلم الله أن كل ما حدث من هذه المعاناة أتت بثانية خلال فترة راحتي أثناء عملي، والمشكلة كالتالي: ضيق بالنفس، خدران وتنميل باليد، وأعاني من دوخة يومية، ومن برودة بالأطراف، ومن غازات دائمة بالمعدة، حيث أن وزني الطبيعي منذ سنوات (98) كيلو، وأصبح (80) كيلو خلال شهرين، علما بأن وزني كان أقل من (75) كيلو، على طول جسمي البالغ (186) سم خلال (3) شهور.

والآن أعاني من قلة الأكل، وخمول وكسل، وإرهاق بجميع جسمي، ولقد قمت بعمل تحاليل وفحوصات عند دكتور أعصاب وصدر وباطنية وقلب، ويعلم الله وحده معاناتي، وجميع من ذهبت إليهم قالوا لي فحوصاتك سليمة ولا يوجد بك شيء، وأغلبهم قالوا أنه مرض نفسي.

قمت بأخذ إجازة وسافرت لتغيير جو ببلدي، ولكن نفس المعاناة لم تحل، لا أعلم ما المشكلة، ولقد ذهبت إلى مستشفيات السعودية والأردن وفلسطين، والكل يؤكد لي لا يوجد فيك شيء، وجميع فحوصاتك سليمة، وإنا إلى الآن وأنا أكتب رسالتي أعاني من جميع ما ذكرت، نفسيتي تعبت وقارب الاكتئاب على التمسك بي، ولا أجد حلا لما أعاني منه.

فهل المشكلة مرضية أم مشكلة عين أو حسد أو سحر أو أي شيء آخر، وما الحل؟

أفيدونا حماكم الله وحمى الأمة الإسلامية من كل بلاء وشر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ثائر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مشكلتك مشكلة نفسية، وهي ليست مشكلة جسدية، ولا أعتقد أنه يوجد حسد أو سحر، لكن المؤمن كيس فطن ويجب أن يكون ملتزما بصلاته وتلاوة القرآن والدعاء والأذكار، وأن يرقي نفسه وأن يحصنها، هذه -يا أخي- محلولة جدا من هذه الناحية، أي فيما يخص الحسد والسحر.

بقي أن أوضح لك الجوانب النفسية، فهي واضحة جدا، الأعراض النفسية التي لديك هي عملية القلق العام، الخمول، الكسل، وعدم الارتياح بصفة عامة، وما وصفته بالمعاناة، الأعراض الجسدية لديك كثيرة، وهي ضيق التنفس والخدران والتنميل ونقصان الوزن، وقلة الأكل، هذه حالات نسميها بالحالات النفسوجسدية، أي أن الأعراض في معظمها أعراض جسدية تعطي الانطباع بأنه توجد علة عضوية، لكن في حقيقة الأمر أن علتك نفسية وهي غالبا نوع من القلق البسيط.

إذن حالتك هي إحدى حالات القلق النفسي الذي يظهر في شكل أعراض جسدية، وربما يكون لديك درجة بسيطة من الاكتئاب أيضا لا نعيرها اهتماما كثيرا، لكن المهم هو علاج القلق، وهذا سوف يساعدك كثيرا.

أولا -أخي الكريم-: أريدك أن تكون منفتحا ومتواصلا مع الآخرين، وأن تدير وقتك بصورة جيدة، هذا مهم جدا، وأن تجيد عملك الذي تعمل به، وأن تحاول أن تطور مهاراتك الوظيفية، هذا علاج وعلاج مهم جدا.

ثانيا: ممارسة الرياضة بانتظام فيها خير كثير؛ لأن الرياضة تزيل الشوائب النفسية السلبية، وتبني طاقات نفسية وجسدية جديدة إيجابية لدى الإنسان، مما يجعله يحس بالراحة والرضى، وتتطور النفس وينمو الجسم، وفائدتها معروفة جدا.

الجزء الثالث في العلاج هو العلاج الدوائي، وتوجد أدوية ممتازة فعالة جدا لمثل هذه الحالات، أنا أنصحك بدواءين: الدواء الأول دواء أساسي، والدواء الثاني دواء مساعد، وكلاهما مهم.

الدواء الأساسي يعرف تجاريا باسم (لسترال) واسمه الآخر تجاريا هو (زولفت)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، أرجو أن تتحصل عليه وتبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجراما- تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، استمر على هذه الجرعة بالتزام شديد، وبعد انقضاء العشرة أيام ارفع الجرعة إلى حبة كاملة -أي خمسين مليجراما- وتناولها يوميا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، والجرعة التي تتناولها هي جرعة صغيرة، وبعد انتهاء الستة أشهر خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما الدواء الإضافي أو المساعد والذي يزيد -إن شاء الله- من فعالية اللسترال وهو ذو نفع خاص في علاج الشعور بالدوخة والتنميل، هذا الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل)، واسمه العلمي هو (سلبرايد)، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر ونصف، ثم توقف عن تناول الدواء، واستمر في تناول اللسترال بالصورة التي أوضحتها لك.

أخي الكريم: -إن شاء الله- باتباعك للإرشادات السابقة وتناول الأدوية التي وصفناها سوف تتحسن حالتك جدا، ولابد أن تكون إيجابيا في تفكيرك وفي كل خطواتك التي تتخذها، وأنصحك أن لا تتردد كثيرا على الأطباء؛ لأن حالتك واضحة جدا، وفيما يخص الحسد والسحر فهي موجودة ونؤمن بها، لكن لا أعتقد أن ذلك مرتبطا بحالتك، وعموما إن وجد شيء من هذا فإن الله سيبطله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العفو والعافية والمعافاة، والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات