الزولفت...وفائدته في علاج الرهاب الاجتماعي

0 680

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)

أنا أعاني من رهاب اجتماعي منذ فترة، وهو مؤثر علي، وأريد أن أتخلص منه، ولكن لا أدري كيف؟!

لم أذهب إلى طبيب نفسي لكوني أعيش في منطقة نائية لا يوجد بها دكتور نفسي.

نويت أن أستخدم حبوب زولفت لتأثيرها في الرهاب، ولقلة أعراضها الجانبية كما قرأت.

بماذا تنصحونني من ناحية هذا الدواء؟ هل هو مضر؟ وهل ضرره أكبر من نفعه؟ وهل هو ناجع في علاج الرهاب؟ وهل يؤدي إلى الإدمان؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قبل أن نتحدث عن الدواء والعلاج الدوائي، فهذا الذي أسميته برهاب اجتماعي، يجب أن لا تعظم من شأنه أبدا، يجب أن تحقره، ويجب أن تثق في طاقاتك، وأن تعرف أنك لست بأقل من الآخرين في أي شيء.

عليك أن تواجه المواقف التي تحس فيها بالرهبة، كن إيجابيا وكن مفعما، كن دائما في الصف الأول في صلاة الجماعة، قابل إخوتك ببشاشة ورحابة، كن فاعلا ومنتجا وتدير وقتك وتستثمره بصورة صحيحة، تعرف على الصالحين من الناس والطيبين منهم، ومارس الرياضة الجماعية.

أخي الكريم: هذه كلها وسائل علاجية ممتازة جدا، وهي تضيف إلينا إضافات أخرى في حياتنا متى ما طبقناها، فكن حريصا على ذلك.

هنالك تمارين أيضا تعرف بتمارين الاسترخاء أريدك أن تمارسها، فهي مفيدة جدا في إزالة القلق المصاحب للرهاب.

لتطبيق هذه التمارين: اجلس على كرسي، أغمض عينيك، فكر في حدث سعيد، لا بد أن يكون المحيط الذي حولك في سكينة وهدوء، بعد ذلك خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء، بعد ذلك أخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم..هذا هو الشهيق والزفير المتدرج متى ما طبقته بصورة صحيحة سوف تستفيد منه كثيرا.

كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، وسوف تجد منه فائدة كثيرة جدا.

الجانب الآخر هو العلاج الدوائي، والعلاج الدوائي مفيد وفاعل، لكن يجب أن نستصحبه بالعلاج السلوكي الذي ذكرته لك؛ لأن الأدوية تقضي على الرهاب، ولكن الذي لا يدعمها بالعلاجات السلوكية سوف تحدث له انتكاسات بعد التوقف من الدواء.

عقار زولفت والذي يعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال) واسمه العلمي هو (سيرترالين) هو من أفضل الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي وكذلك القلق والوساوس كما أنه محسن للمزاج.

الدواء غير إدماني، فهو سليم جدا وفاعل جدا، وأرجو أن تطمئن تماما لفعاليته وكذلك لسلامته، وهو ليس مضرا أبدا، بل هو نافع ونافع تماما بإذن الله تعالى.

أخي الفاضل الكريم: حتى تتحصل على النفع الأكبر للدواء لا بد أن تتناوله بالجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة، فهذا مهم؛ لأن هذه الأدوية تعمل من خلال تأثير على كيمياء الدماغ والبناء الكيميائي لا يتم إلا بمواصلة العلاج بالصورة الصحيحة.

ابدأ في تناول الدواء بجرعة نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين - أي مائة مليجرام في اليوم - وهذه هي الجرعة العلاجية للرهاب الاجتماعي، علما أن بعض الحالات قد تحتاج إلى ثلاث أو أربع حبات في اليوم، وهذه كلها جرع سليمة ولكن أرى أن حالتك لا تتطلب هذه الجرع.

استمر على جرعة الحبتين يوميا لمدة ستة أشهر، وهذه الجرعة يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة ليلا أو بمعدل حبة صباحا وحبة مساء. بعد انقضاء الستة أشهر خفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم، وهذه استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول العلاج.

أخي الكريم: هذه هي الطريقة الصحيحة لتناول هذا الدواء، فالعلاج يجب أن تكون له بداية، ويجب أن تكون هنالك جرعة علاج وجرعة وقاية، ثم التوقف التدريجي من الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات