السؤال
أعاني من مشكلة أنني ومنذ قدومي من بلدي وذهابي إلى بلد الغربة أفكر دائما في الأشياء التي حصلت معي، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وأحيانا أتحدث إلى زوجي في هذه الأشياء، بمعنى أتذكر المواقف التي حصلت معي، والتفكير فيها يتعبني نفسيا لأنه ضياع للوقت، ويتعب المخ، فما هو الحل في رأيكم؟ وهل هذا التفكير يؤثر على القدرة على الحمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن العيش في بلد غريبة على الإنسان ربما يجعله يمر ببعض الظروف النفسية التي نسميها بعدم القدرة على التكيف أو عدم القدرة على التواؤم، وهذه تكون حالة عابرة ومرحلية.
أنت موجودة في هذا البلد البعيد عن بلدك الآن، ويجب أن لا تنظري إلى الأمور بسلبية، لابد أنه توجد إيجابيات كثيرة في هذه الهجرة المؤقتة، فربما يكون زوجك قد وجد فرصة عمل أفضل، فلا تنظري إلى الأمر بسلبية، والاتصال مع الأهل الآن أصبح سهلا، وفي معظم بلدان الغربة العربية الآن هنالك إمكانيات جيدة للإنسان ليستفيد من وقته، هنالك مراكز تحفيظ القرآن، والاجتهاد في بيتك، والاهتمام بزوجك أيضا، هذه مهمة طيبة، مشاهدة البرامج التلفزيونية الجيدة، وكذلك القراءة. فهنالك أشياء كثيرة جدا يمكن أن تشغلي نفسك بها.
كثرة حديثك حول الأشياء الماضية ناتج من مجرد قلق بسيط نتج عما نسميه بعدم القدرة على التواؤم كما ذكرت لك، وهذا أمر عابر، وأرجو أن تتقيدي بالنصائح التي ذكرتها لك لتستثمري وقتك بصورة أحسن، وأن تكوني إيجابية في تفكيرك.
ومن الطبيعي أن يكثر تواصلك مع زوجك في هذه المرحلة، لأنه هو الشخص الذي حولك دائما، وابتعادك عن الأهل قلل من المتنفسات النفسية بالنسبة لك، الإنسان حين يكون في بلده ووسط أهله يجد الأهل هنا وهناك، لكن حين تكونين في هذا الوضع الذي أنت فيه فربما لا يوجد متنفس غير الزوج لتحكي له وتتحدثي عن بعض الأشياء.
والحديث عن الماضي لا بأس به، لكن يجب أن لا يكون شاغلا للإنسان، لأن الماضي هو عبرة وعظة، وعليك أن تعيشي حياتك بقوة وبإيجابية، وأن تفكري في المستقبل بأمل ورجاء، وأن تديري وقتك بصورة صحيحة كما ذكرت لك.
مثل هذا التفكير القلقي لا يؤثر على القدرة على الحمل، لا توجد أي علاقة وإن كان قد ذكر أن القلق في بعض الأحيان ربما يؤثر على المنظومة الهرمونية للمرأة مما قد يؤثر على الحمل، لكن هذا الكلام ليس مثبتا.
أيتها الفاضلة الكريمة: إذا كنت تحسين بدرجة عالية من القلق فسيكون من المستحسن أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة التي تزيل القلق، الدواء يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) وهو متوفر في الصيدليات ولا يحتاج لوصفة طبية، الجرعة المطلوبة في حالتك هي حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليها صباحا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهرين، ثم حبة واحدة صباحا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء من الأدوية البسيطة والمفيدة جدا لعلاج القلق، كما أنه يحسن المزاج ويزيل التوتر، وهو غير إدماني وغير تعودي.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.