السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أحبكم في الله، جمعنا الله وإياكم والمسلمين أجمعين في الفردوس الأعلى... اللهم آمين.
أعاني من أعراض كثيرة لا أعلم ماذا أفعل؟
أعاني من تسارع دقات القلب، طلب مني الدكتور عمل صورة إيكو للقلب، مع العلم أني فحصت الغدة الدرقية والنتائج سليمة ـ والحمد لله ـ، فأحيانا يبدأ رأسي يؤلمني فأشعر أني سوف أغيب عن الوعي، وآخر مرة بدأت أسناني تطقطق ببعضها البعض دون إرادة، وأحس أن أعصابي تعبانة كثيرا، وأحس أن جسمي ينتفض ويرف طوال اليوم.
أحيانا أخرى أصاب بتشنج عضلي في منطقة الورك، وأعاني من كثرة الغازات، كما أعاني من قرحة بالمعدة، ومعدتي أحيانا تؤلمني، مع العلم أنا عصبية وحساسة جدا، وعندما أخرج من المنزل تبدأ قدمي بالرجفة، فأنا لا أختلط بالناس كثيرا.
أنا متزوجة ولدي طفلان، وأفكر كثيرا في أمور تافهة في هذه الحياة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن القلق النفسي يمكن أن يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، بل قد يحس الإنسان أن ضربات قلبه غير منتظمة في أحيان كثيرة، فهذه الأعراض يمكن أن تفسر بحالة القلق والتوتر العام الذي تعانين منه، والذي يظهر لديك أيضا في شكل أعراض جسدية مثل كثرة الغازات، وقرحة المعدة؛ لأن أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي كثيرا ما تكون من أحد أسبابها الرئيسية هو القلق النفسي.
إذا تم إجراء (الإيكو) للقلب فهذا أمر قد يكون مطمئنا جدا، أما إذا لم تكن هنالك إمكانية لذلك فأعتقد أن الموضوع يمكن تناسيه، ويعالج على أساس أنه قلق نفسي.
هنالك فحص آخر للقلب يعرف بـ (هولتر) وهو جهاز يتم من خلاله رصد ضربات القلب لمدة أربعة وعشرين ساعة، هذا يعتبر فحصا دقيقا جدا يوضح نمط ونوع ضربات القلب، وسبب التسارع، وإن كان هنالك عدم انتظام، وعدم الانتظام هذا إن كان فسيولوجيا أو نفسيا أو عضويا، فإذا أمكن إجراء هذا الفحص أيضا سيكون هذا أمرا مطمئنا جدا، أما إذا لم تتمكني فتعالجي الموضوع كقلق نفسي، وهنا أنصحك بتناول دواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس)، من الأدوية الجيدة جدا والمضادة للقلق والتوترات والمخاوف، وجرعته هي أن تبدئي بخمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناوليها لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعليها حبة كاملة واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.
سيكون أيضا من المفيد لك جدا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء تخلص الإنسان من الأعراض الفسيولوجية المصاحبة للقلق، وتؤثر أيضا تأثيرا إيجابيا على الأعراض النفسية في حد ذاتها، للتدرب على تمارين الاسترخاء يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت أو يمكنك الحصول على كتاب أو شريط أو CD من أحد المكتبات وتطبيق هذه التمارين.
أيتها الفاضلة الكريمة: التفكير الإيجابي دائما أمر مطلوب، وأنت لديك أشياء جميلة في حياتك، متزوجة ولك ذرية، وتكون هنالك أمور كثيرة في حياتك جميلة لست بمطلع عليها، حاولي أن تحقري الفكر السيئ، الفكر السلبي، وأديري وقتك بصورة طيبة، وكوني دائما في معية الله، وتناولي الدواء الذي وصفناه لك، والفحوصات التي طلبناها إن كان هنالك إمكانية لإجرائها فلا بأس في ذلك، وإن لم تكن هنالك إمكانية للقيام بها فلا تزعجي نفسك، فهي ليست ذات أهمية كبيرة، والواضح جدا أن الأمر فسيولوجي نفسي أكثر مما أنه عضوي.
سيكون أيضا من الجيد أن تخففي من تناول الشاي والقهوة إذا كنت من الذين يتعاطون كميات كبيرة من هذه المشروبات؛ لأن الكافيين هذا المركب النشط الموجود في الشاي والقهوة يزيد من تسارع ضربات القلب لدى بعض الناس، وقد يكون سببا في قلقهم.
نصيحتي لك أيضا أن تكوني معبرة عن ذاتك. التفريغ النفسي مهم جدا، الإنسان حين يتحدث ويوضح ويفصح عما بداخله أولا بأول، هذا يفيده كثيرا، يبعده عن التوتر وعن القلق، وفي نفس الوقت يكون انعكاسه انعكاسا إيجابيا على صحته النفسية، فكوني حريصة على ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.