زوجي كثير العمل ولا يجالسنا إلا قليلا... فما نصيحتكم له؟

0 331

السؤال

زوجي يعمل ستة أيام في الأسبوع، يخرج بعد أذان الفجر ولا يعود إلا بعد أذان المغرب، يصلي ويذهب للجامع ليؤدي صلاة العشاء، ويبقى مع أصحابه ولا يعود إلا بعد ساعة أو أكثر لينام، ويستيقظ صباحا للذهاب للعمل، وكل يوم على هذا الحال، وعندما أطلب منه البقاء معنا أنا وأولاده يتحجج بأنه عندما يرى أصحابه يستحي أن يتركهم، أليس من حقي وحق أولاده البقاء معنا؟!

مع العلم بأنني لم أقصر معه ولا مع منزله أو أولادنا - والله أعلم – فما حكم هذا الرجل في الشرع؟ وبماذا تنصحونه؟ عسى أن ينتصح!

ولكم الأجر والثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ در حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونحن نوصيك أيتها الكريمة بأن تتلطفي بزوجك وتترفقي به لإقناعه للعدول عن هذا السلوك الذي هو عليه من التفريط في أوقاته بقضائها مع أصحابه بعيدا عن أسرته، وبالرفق - إن شاء الله - سيتعدل هذا السلوك، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.

هناك حقوق واجبة الأداء يجب على الزوج أن يؤديها إلى زوجته، فإذا أداها فإنه يكون بذلك قد خرج عن دائرة الإثم، من ذلك حقوقها في النفقة والمسكن والمشرب والمأكل والملبس، ونحو ذلك من أمور النفقة، ومن ذلك حقوق المعاشرة الجنسية، على خلاف بين العلماء في تفاصيل ذلك، فإذا أدى الزوج إلى زوجته هذه الحقوق فإنه قد خرج من دائرة الإثم، وما يبقى بعد ذلك فهو فضل وإحسان ينبغي له أن يتخلق بأحب الأخلاق وأحسنها مع زوجته، فهي أولى الناس بمعروفه.

كما ينبغي له أيضا أن ينصح بأن يبتعد عن السهر بعد العشاء مع الأصحاب في غير شيء مهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء ويكره الحديث بعدها، فالمسامرة بعد العشاء لغير حاجة من المكروهات لأنها تفوت على الإنسان كثيرا من مصالح دينه ودنياه بغير شيء، لكن من هذه المقاصد التي رخص فيها الشرع بالمساهرة والمسامرة في الليل من غير كراهة، مسامرة الرجل لأهله وزوجته، ومسامرة الرجل لأصحابه في شؤون هامة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسامر أبا بكر وعمر يتشاور معهما في أمور المسلمين، وما عدا هذا فإن الأصل في الإنسان أن لا يسهر بعد العشاء في حديث قيل وقال، وخير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم بلا شك.

ونحن ننصح هذا الأخ الحبيب بأن يعرف بأن لكل ذي حق حقه، وينبغي أن يحرص كل الحرص على أداء الحقوق لأصحابها، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أصحابه فقال: (إن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزورك - أي ضيفك - عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه) فينبغي له أن يجتهد في الموازنة بين الحقوق، ولا حرج في ذلك ولا عيب في أن يعتذر لأصحابه، ولو أن يبدأ ذلك بالتدريج فيعتذر إليهم في بعض الأوقات بحجة أنه بحاجة إلى الجلوس إلى الأبناء ومدارستهم في شؤونهم الخاصة، وهذا ليس شيئا يستحي منه حتى يتحجج بذلك.

ولكننا مع ذلك أيتها الأخت الكريمة ننصحك بأن تكوني أنت متمتعة بأسباب الجذب التي تجذب زوجك إليك، كحسن التجمل وحسن التبعل له، وأيضا ينبغي أن تحرصي على أن يكون حديثك معه جاذبا له لأنه يجد في أصحابه ربما من يمدحه ويثني عليه، وربما من يمازحه ويدخل عليه الطرفة، فحاولي أنت أيضا أن يكون حديثك محتويا على هذا معه، بحيث يجد نفسه عندك ويجد حاجته في الحديث إليك، فحاولي أن تحدثيه عن نفسه وتتركيه يحدث عن نفسه وتظهري له إعجابك به حتى يأنس بالحديث إليك والجلوس معك، ولكن لا ينبغي لك أن تجعلي من هذه القضية كبيرة ونخشى أن تصير مسار جدل وخلاف بينك وبين زوجك، والأمر أهون من ذلك، ونحن نقدر حاجتك إلى الجلوس مع زوجك، ولكن ينبغي أن تكوني حكيمة في كيفية إتيان الأمور ومراجعة الزوج بدون إغضاب له.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات