لا أستطيع أن أدرس، أرجو توجيهكم

1 514

السؤال

السلام عليكم.

أنا في كلية الطب ولا أستطيع المذاكرة بسبب أني أتحدث مع نفسي طوال الوقت، وعندما أتعب أجد أن الوقت قد مضى، لقد رسبت السنة الماضية، ماذا أفعل؟ غدا عندي امتحان نهائي لفصل 1.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ward حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فيجب أن تبحثي عن أسباب انشغالك من خلال الإسراف في الحديث مع النفس، والذي قد يكون سببه وجود قلق نفسي، أو وجود أحلام يقظة مسترسلة، أو نسبة لوجود وساوس قهرية، هذه كلها قد تؤدي إلى ما يحدث لك، وأيا كان التشخيص فالأمر يتطلب منك الإصرار على توزيع الوقت بصورة إيجابية وجادة، وحين نقول وزعي الوقت لا نعني أبدا أن تنقطعي تماما للمذاكرة والدراسة، بل على العكس لابد أن تخصصي وقتا للراحة، وقتا للترفيه عن النفس بما هو مشروع، وقتا للرياضة مثلا، وقتا للعبادة، ومن ثم يكون هنالك وقت مخصص للدراسة.

هنالك أوقات يعرف أنها مفيدة من حيث أن درجة الاستيعاب تكون فيها عالية، وهذه الأوقات تكون ما بعد الاستيقاظ من النوم خاصة في الصباح بعد صلاة الفجر، فاحرصي أن تكون استفادتك من هذه الأوقات كبيرة.

المواد التي تحسين أنه ليس لديك رغبة في مذاكرتها حاولي أن تدرسيها ما بين المواد التي يسهل تدارسها ومذاكرتها ومطالعتها.

سيكون أيضا من الجيد أن تتواصلي مع زميلاتك، ومتى ما سمح الوقت بكون هنالك نوع من الدراسة الجماعية.

من الجيد جدا أن تطبقي بعض تمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس المتدرج، وهي بسيطة جدا: اجلسي على كرسي مريح، أغمضي عينيك، افتحي فمك قليلا، ثم تأملي في حدث سعيد، خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم بقوة وبطء، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

هنالك تمرين سلوكي جيد وهو أنك وفي أثناء الحديث مع نفسك وحين تأتيك هذه الهواجس والاجترارات قومي فجأة بإحداث صوت عال، وذلك بهدف أن تقطعي حبل أفكارك وتوجهيها بصورة مخالفة على ما كنت عليه.

من المفترض أن تتذكري يوم النتائج، يوم أن يجني الإنسان الثمار، ضعيه كهدف وسوف تجدي أن اهتمامك بالآليات التي توصلك لهذا الهدف قد أصبحت أكبر، وأهم هذه الآليات هو الدراسة من خلال تنظيم الوقت واستشعار أهمية العلم.

أنا أحس أنك في حاجة لعلاج دوائي، وذلك بافتراض أن حالتك هي حالة قلقية وسواسية، وهذا هو الأرجح، والأدوية التي تفيد في مثل هذه الحالات كثيرة جدا، ومن أفضلها دواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين) يمكن أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، وبعد ذلك يمكنك التوقف عن تناولها.

أرجو أن تنظمي غذاءك بحيث تكون نوعية الأطعمة التي تتناوليها متوازنة وتحتوي على المكونات الرئيسية لطعام مفيد، وأكثري من تناول الفاكهة.

عليك بالدعاء، وأن تسألي الله تعالى أن يوفقك وأن يسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات