أعاني من الخوف والرعشة عند مقابلة الآخرين، فما الحل؟

0 472

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
أشكركم على هذا الموقع الجميل، وأتقدم إليكم بأني أعاني من خوف أثناء مقابلة الآخرين، ورعشة الرأس من الداخل مثل نفضة الكهرباء، ورعشة الجسم أحيانا، وجفاف الفم التام، وضيق التنفس عند الآخرين، وكذلك مع الضيق تلعثم بالكلام.

وهذه الأعراض تضايقني في حياتي اليومية، وأثناء العمل، عدم التركيز الجيد أثناء الخوف، ونفضة الكهرباء من داخل خلف الرأس، فما علاقة العادة السرية في هذه الأعراض؟ لأني إذا تركتها أرتاح شيئا بسيطا من الأعراض، بما أني أتكلم مع الآخرين فكلامي عادي جدا، لكن بوجود خوف وضيق تنفس.

الغريب إذا كنت وحدي أرتاح ولا يظهر شيئا من الأعراض، فما الحل؟ وهذه الحالة بدأت منذ خمسة أشهر، وكذلك الارتباك.

ملاحظة: كنت أستخدم مادة الحشيش لمدة ثلاث سنوات، وتم قطعها لمدة 11 شهرا -والحمد الله- تم تركها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ متعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فالأعراض التي ذكرتها من خوف وأعراض جسدية خاصة عند المواجهات الاجتماعية حتى وإن كانت بسيطة تدل أنك تعاني من قلق عام، وبجانب القلق العام هنالك ما نسميه بالقلق أو الرهاب الاجتماعي، ولكنه من درجة بسيطة.

أولا: هذا النوع من القلق يعالج عن طريق المواجهة، فحاول أن تتجاهل هذه الأعراض تماما ولا تركز عليها، وأكثر من المواجهات، ومن أفضل أنواع المواجهات أن تصلي الصلوات الخمس، أن تشارك الناس في أفراحهم وأتراحهم، أن يكون لك حضور ووجود في كل مناسبة تراها ضرورية، كن دائما في الصفوف الأمامية، حاول أن تأخذ المبادرات حين تكون جالسا مع أصدقائك أو حتى في محيط العمل، لا تكن دائما مستمعا، لكن خذ مبادرات، اطرح بعض المواضيع، وهذه تكون مرتبطة بالظرف الذي أنت فيه والمناسبة التي أنت فيها، فإذا كان الأمر يتعلق بالحديث عن موضوع معين في العمل أو موضوع عام، كن دائما مستعدا لمثل هذه الحوارات والنقاشات، وحتى تكون مجيدا حاول أن تزود نفسك دائما بالمعارف والعلم وذلك من خلال الاطلاع.

أود أن أؤكد لك حقيقة مهمة جدا، وهي أن شعورك بالتلعثم في الكلام مثلا ليس كله حقيقة، يعرف أن القلق الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي يعطي دائما صاحبه شعورا شديدا بوجود هذه الأعراض، الأعراض تكون موجودة ولكنها ليست بنفس المستوى أو النسبة التي تشعر به.

ما وصفته بنفضة الكهرباء هو استشعار عصبي يحدث من القلق، وأنا أؤكد لك أن هذا الموضوع بسيطا ويجب أن لا يزعجك أبدا.

لا شك أن ممارسة العادة السرية هي أمر سيئ، هي مذلة للنفس، تسبب القلق، تؤدي إلى تدهور الإنسان معرفيا في كثير من الأحيان خاصة إذا أسرف في التعاطي معها، وتعطي الشعور بالذنب، وتؤدي إلى إنهاك جسدي وكذلك نفسي، فيا أخي الكريم: ابتعد عنها واستبدلها بالرياضة وإدارة الوقت بصورة جيدة، ويجب أن تقدم على الزواج وأنت في هذا العمر، وقد أنعم الله عليك بعمل، هذه هي المعالجات التي أراها في هذا الخصوص.

استخدامك للحشيش، أولا نحن سعداء جدا أنك قد أقلعت، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بهذا التعافي، لا شك أنك قد سمعت عن مشار الحشيش وهذه المخدرات حقيقة هي من أكبر الجوارح التي تؤثر على خلايا الدماغ، وهذا التأثير يكون على مستوى التفكير، على مستوى الوجدان، العواطف، التواصل الاجتماعي، تأثيرات كبيرة جدا لهذه المواد المخدرة.

أنت الحمد لله تعالى قد أقلعت، وهذا أمر لابد أن نهنئك عليه، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على هذه التوبة، والشيء الجميل والمحفز، والجيد هو أن الإنسان حين يتوقف ويقلع عن هذه المواد يبدأ الدماغ يستعيد قوته ونشاطه، وإن شاء الله تعالى هذا يؤدي إلى اختفاء وإلى زوال القلق والتوتر، فهذا أمر جيد.

بقي أن أقول لك أنك في حاجة لعلاج دوائي بسيط، وهنالك أدوية ذات فعالية عالية جدا لعلاج مثل حالتك. الدواء الذي ننصح به يعرف تجاريا باسم (لسترال) ويعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) أرجو أن تتحصل عليه، تناوله بجرعة نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - تناولها ليلا، استمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلا، وتناولها لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها.

هذا دواء فعال وممتاز، خاصة لعلاج القلق والخوف الاجتماعي، ويحسن أيضا المزاج لدرجة كبيرة، وأسأل الله تعالى أن يجعله سببا في شفائك ومعافيتك.

أنصحك مرة أخرى بممارسة الرياضة؛ لأن الرياضة فوائدها كبيرة جدا في مثل حالتك هذه، ولابد أن تفعل نفسك وتطور نفسك في مجال العمل وفي مجال التواصل الاجتماعي، والحرص على الزيارات والنشاطات الاجتماعية وصلة الرحم، هذه إن شاء الله كلها تعود عليك بخير كثير.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات