أعاني من حالة هلع توقظني من منامي وبتسارع نبض قلبي، فما الحل؟

0 869

السؤال

السلام عليكم.

ما هو سبب الاستيقاظ فجأة على رعب وكأنه أحد ما يوقظني وأنا مرعوبة علما أنه أكون قد قرأت أذكار المساء والنوم وأيضا أستيقظ على رعب بدون ما أكون رأيت مناما أو حلما يفزعني؟

أنهض فجأة وكأني خائفة من شيء ما ويبدأ قلبي يخفق وأحس بدوار وحتى وأن بقيت بالفراش ولم أقف وأحيانا رجفة بقدمي.

ما سبب هذه الحالة التي تتكرر عندي كثيرا وتؤرقني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فهذه الحالة المرعبة والمفزعة والتي تؤدي إلى الاستيقاظ المفاجئ مع شعور بالخوف وتسارع في ضربات القلب هي نوع من القلق النفسي الحاد الذي يبدأ في المراحل الأولية في النوم، حيث يكون النوم خفيفا وتحدث هذه الحالة وتسمى بنوبات الهرع أو بنوبات الهلع، وهي مزعجة لكنها ليست خطيرة أبدا، وحين تكون هذه النوبات ليلية فقط هذا دليل أنها خفيفة أيضا.

أتفق معك أنها مزعجة، أتفق معك أنها مرعبة، لكن أؤكد لك وبصورة قاطعة أنها ليست خطيرة، وهي تسمى بنوبات الهرع أو الهلع.

لا يعرف أسبابها بالضبط، لكن هنالك عدة نظريات، ويتحدثون أن بعض الأشخاص ربما يكون لديهم استعداد لحدوث هذه النوبات، وهنالك أيضا نظريات تقول أنه يحدث إفراز مفاجئ لمادة الأدرنالين في الجسم مما يؤدي إلى هذا الشيء، ولا يعرف السبب المفاجئ لإفراز الأدرنالين، وقد تكون عملية فسيولوجية طبيعية، ونظرية أخرى تتحدث عن الاحتقان النفيس، أي أن الإنسان يكون في خاطره أشياء كثيرة لم يستطع أن يتكلم عنها وحدث نوعا من الاحتقان والكتمان الداخلي وهذه النوبات تمثل نوع من التفريغ النفسي.

عموما هذه نظريات تذكر في مثل هذه الحالات، لكن الأمر الذي يهمك أنها حالة بسيطة، وأنها إن شاء الله تعالى سوف تخضع للعلاج.

أولا: من المهم جدا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدا، ولأدائها بالصورة المطلوبة:

أرجو أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، أو يمكنك الحصول على كتيب أو شريط لمعرفة خطوات هذه التمارين، والأفضل من كل ذلك هو أن تتواصلي مع أخصائية نفسية - وليست طبيبة نفسية - وسوف تقوم بتدريبك على تمارين الاسترخاء.

ثانيا: من الضروري أن تتجنبي شرب الشاي والقهوة ليلا، وأن تتناولي طعام العشاء مبكرا، وتكون الوجبة خفيفة.

ثالثا: ثبتي وقت النوم، هذا ضروري جدا لأن بعض الناس تجدهم يذهبون أحيانا للفراش الساعة التاسعة، وفي يوم آخر يذهبون للفراش الساعة الواحدة صباحا، وهكذا، هذا الأمر ليس جيدا، ويؤدي إلى الكثير من الاضطراب في الساعة البيولوجية لدى الإنسان.

رابعا: الحمد لله أنت حريصة على أذكار النوم، هذا لا شك أنه أمر مطلوب، وبجانب أذكار النوم لابد أن تكون أيضا في حالة راحة وسكون نفسي وجسدي ساعة قبل النوم، وهنا تكون تمارين الاسترخاء تفيدك كثيرا.

خامسا: أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للهرع، وهنالك دواء معروف تجاريا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي هو (إستالوبرام) يفيد كثيرا في مثل هذه الحالات، والدواء ليس له ضررا إن شاء الله تعالى، ولا يسبب الإدمان أو التعود، كما أنه لا يؤثر على الهرمونات النسوية.

جرعة السبرالكس هي أن تبدئي بخمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناوليها بعد الأكل، يمكن تناولها نهارا، أما إذا سببت لك استرخاء أو نعاسا بسيطا فيفضل تناولها ليلا.

بعد عشرة أيام ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة - أي عشرة مليجرام - استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام (نصف حبة) يوميا لمدة شهر، ثم بعد ذلك توقفي عن تناول الدواء.

إن شاء الله تعالى بإتباعك لهذه الخطوات سوف تنتهي نوبات الهرع هذه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات