ابنتي تشد على أعصابها وتتكلم مع نفسها إذا كانت منفردة فما الحل؟

0 350

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

ابنتي الكبيرة عمرها 10 أعوام منذ أن كانت رضيعة وبدون سبب تضغط على يديها بعصبية وتشد عصبها لثواني؛ وكلما تكبر تغير طريقة شد عصبها ؛كشف عليها د.أعصاب والحمد لله قال إنها حالة نفسية تزول مع الزمن.

لكن إلى الآن تكز على أسنانها بالليل وتهز يدها وتمسك لعبة وتهزها وتحدث نفسها عندما تكون وحدها وبالحمام؛ تكلمت معها كثيرا عن ضرر ما تفعله لا فائدة، ضربتها لا فائدة تجاهلتها على أمل أن تتوقف بنفسها لا فائدة.

تقول لي لا تستطيع التوقف، غصبا عنها تفعل هذا عندما تكون وحدها.

وبالإضافة لهذا لا تثق بنفسها كثيرا وتلح بالأسئلة الفضولية وتخاف من كل خطوة جديدة في حياتها؛ والآن تلاحقني لتخبرني بإلحاح عن كل شيء تفعله وسبق أن أنبتها عليه؛ ولكنها تفعله وتخبرني به وتكرر هذا طوال اليوم.

لا أعرف ماذا أفعل جربت كل الطرق لا فائدة هل هي بحاجة إلى طبيب نفسي أو السبب اهتمامي بإخوتها الأصغر منها أكثر.

احترت بأمري وخائفة على ابنتي وأشعر بالذنب لأني دوما أوجه لها ملاحظات على سلوكها، ولكن غايتي أن أحسن تربيتها.

دلني على الحل جزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

فمن السرد الذي ورد في رسالتك: هذه الابنة - حفظها الله - الذي تعاني منه هو حالة نفسية بسيطة وهو نوع من الوساوس القهرية، الوساوس القهرية لدى الأطفال تأخذ هذا النمط، وهو تكرار نمطي لبعض الأفعال أو الأقوال، فمثلا أنت ذكرت أنها تهز يدها وتمسك اللعبة وتهزها، هذا نوع من النمطية الو سواسية لدى الأطفال، والوساوس لدى الأطفال في الأصل يكون منشأها القلق، والقلق عند الطفل لا يظهر في شكل تعبير نفسي، إنما في شكل أفعال أو تعبيرات جسدية، حتى عملية الجز على أسنانها بالليل هذا جزء من صميم العصاب - أي القلق - وهنالك أمر آخر وهو أنها تحدث نفسها عندما تكون لوحدها في الحمام، هذه لا تعتبر حالة مرضية، الطفل لديه الكثير من الخيالات وكثيرا ما يخاطب نفسه ويعيش في عالم افتراضي فيه شيء من أحلام اليقظة، وهكذا.

هذا أمر بسيط ويجب أن لا يكون مزعجا لك، ويقال أن هؤلاء الأطفال دائما لهم مقدرات عقلية كبيرة وتجد أدائهم المدرسي ممتازا جدا.

إذن نحن أمام حالة نفسية بسيطة قلقية فيها شيء من النمط الوسواسي المعروف في مرحلة الطفولة، وكما ذكر لك الطبيب هذه الحالات تنتهي لوحدها وتزول مع الزمن.

لكن هنالك إرشادات نعتبرها مهمة: أولا يجب أن تتجاهلي هذه التصرفات التي تقوم بها، لا تركزي عليها كثيرا، لا تكوني ملحة في تنبيهها بأن ما تقوم به خطأ، وحتى إن تم الإرشاد والنصح والتوجيه لها يجب أن يكون على فترات متباعدة، وبأسلوب ولغة طيبة ولطيفة وجميلة.

ثانيا: اسعي لأن تشعري ابنتك بالأمان وأنها هي الكبيرة وأنها غير مهمشة، واجعليها تشارك في كل شؤون الأسرة، أشعريها بأنها في لب الأسرة وأنها هي الأكبر وتشاور حتى في شؤون إخوتها الأصغر منها، وعدم مشاركتها في شؤون الأسرة يشعرها بشيء من الانعزال الداخلي، وهذا يجعلها تعيش في عالمها الافتراضي كما ذكرنا، فأرجو أن تنقليها إلى داخل الأسرة من حيث مشاعرها ومشاركاتها، وأن تستشيريها وأن تحفزيها، وهكذا.

هذه هي خطوط العلاج الرئيسية، والشدة والتعانف في مثل هذه الحالات لا يفيد، إذن إشعارها بالأمان والطمأنينة، تحفيزها وتشجيعها، نجعلها تشارك في شؤون الأسرة بصورة فاعلة، مع تجاهل هذه التصرفات، والإرشادات النفسية البسيطة، وأنت على إدراك تام أنه الآن ابنتك مقبلة على مرحلة تغيرات هرمونية كثيرة، هذا أيضا يتطلب منك المساندة أكثر من التوبيخ والتأنيب.

في بعض الحالات يكون العلاج الدوائي ضروري، لكننا لا نفضله في هذه المرحلة وإن كان هنالك بعض الأدوية المضادة للوساوس تعتبر سليمة، لكن لا أعتقد أنه سيكون من الحكمة أن نصف أي دواء لها في هذه المرحلة، لكن ما ذكرته لك من إرشاد أعتقد أنه كافي إن شاء الله تعالى.

وأيضا حاولي أن تجدي لابنتك دائما أنشطة بديلة، تعديل السلوك يتطلب أن نوفر منافذ جديدة للطفل، اجعليها ترسم، كما قلت لك تهتم بأخوتها الأصغر، متى ما وجدت فرصة لأن تكون مع البنات من سنها هذا أيضا سوف يساعدها وينمي من مهاراتها، ويبعدها عن الفكر الوسواسي.

هذا هو الذي أراه، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات