لا أستطيع التحدث مع الناس ولا أثق في كلامي...فانصحوني

0 519

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أنا شاب عمري 21 عام، مشكلتي أظن أنها تتعلق بالرهاب الاجتماعي, وهي أني لا أستطيع المحادثة مع الناس كثيرا , يداومني إحساس أن جميع الناس تنظر إلي، أحيانا إذا قام أحد بإحراجي حتى إذا كان مزاحا مع أحد من أصدقائي أظل ساكتا باقي الوقت.

عندما أتحدث لا أثق في كلامي ,وأحيانا أتلعثم في الكلام, وحتى إذا لم يحرجن أحد أظل ساكتا حتى لا أقع في هذا الموقف, ومن أعراضه التي تحدث معي هي الخوف من مواجهة الناس، والخوف من مواجهة مشاكلي، والشرود الذهني، وبطء التركيز على ما أريد أن أقوله, وحب الانطواء، وتزيد هذه الأعراض إذا واجهت أي موقف، فمثلا: إذا تخاصمت أنا وأحد الأشخاص فإن الخوف يزيد والتوتر والاكتئاب يزيدان في مثل كل هذه المواقف، وأحس أن تفكيري يتوقف ولا أستطيع فعل شيء.

عندما أتحدث مع فتاة في بعض الأحيان ألاحظ أن خد وجهي يرتعش، وهذه المشكلة منذ صغري.

أتمنى حلا سريعا ومفيدا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mido حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأتفق معك أن حالتك تحمل الكثير من سمات الرهاب الاجتماعي، لكن لديك درجة بسيطة أيضا من الوسواس الشكوكي، بمعنى أنك قد تسيء تأويل بعض المواقف خاصة هذا الإحساس الذي وصفته بأنك تحس أن جميع الناس تنظر إليك.

الحل السريع لعلاج حالتك هو العلاج الدوائي، وبعد ذلك سوف أوجه لك أيضا بعض الإرشادات السلوكية.

أود أن أطمئنك تماما أنه توجد علاجات فعالة، وعلاجات ممتازة لمثل حالتك، والدواء المطلوب هو دواء يعرف تجاريا في مصر باسم (مودابكس) ويعرف تجاريا أيضا في غير مصر باسم (لسترال) وأيضا باسم (زولفت) ويعرف علميا باسم (سيرترالين)، أرجو أن تتحصل عليه من إحدى الصيدليات حيث أن الدواء لا يحتاج لوصفة طبية، ابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي خمسون مليجراما، تناولها يوميا بالتزام وبانتظام، واستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين يوميا، وهذه الجرعة يمكن تناولها كجرعة واحدة في المساء، أو بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، استمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

السيرترالين يعتبر من الأدوية السليمة والفعالة والمتميزة جدا في علاج القلق والرهاب والخوف الاجتماعي وما يصحبها من وساوس وعسر في المزاج.

إذا هو دواء يتصيد كل هذه الأعراض، وهذه نعمة كبيرة يجب أن تستفيد منها.

هنالك دواء آخر يضاف أريدك أن تتناوله بجرعة صغيرة، يعرف تجاريا باسم (رزبريدال) ويعرف علميا باسم (رزبريدون)، والجرعة المطلوبة هي أن تتناوله بجرعة واحد مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.
إذأ سيكون الرزبريادون هو العلاج الإضافي، والمودابكس هو العلاج الأساسي.

العلاجات السلوكية الأخرى يجب أن تطبقها أيضا، وهي:

أولا: عليك أن تمارس تمارين الاسترخاء، ولتطبيق هذه التمارين يمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط، أو CD أو تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

ثانيا: أن تكون أكثر ثقة في نفسك وفي مقدراتك، وأن تنظر إلى حياتك الآنية والمستقبلية بإيجابية. هذا مهم جدا.

ثالثا: أرجو أن توزع وقتك وتديره بصورة صحيحة ومفيدة، وقت للعمل، ووقت للدراسة، وقت للراحة، ووقت للعبادة، ووقت للرياضة، ووقت للترفيه عن النفس، ووقت للتواصل الاجتماعي، ووقت لزيارة الأرحام، وهكذا.

إدارة الوقت هي من الأمور المهمة جدا التي تشعر الإنسان بقيمته الذاتية، وتحفزه وتشجعه لأن يرفع من قيمة ذاته ولأن يرفع من همته.

من الضروري جدا أخي أيضا أن تحرص على الصلاة في جماعة؛ لأن صلاة الجماعة فيها نوع من التعريض النفسي في محيط كله اطمئنان وسكينة، وهذا عالج الكثير من الناس.

ممارسة الرياضة الجماعية أيضا مهمة جدا، وتطوير مهاراتك الاجتماعية البسيطة، مثل أن تنظر إلى الناس في وجوههم حين تتحدث إليهم، كتبسمك في وجه أخيك صدقة، فلا تنسى ذلك، والمشاركة على النطاق الاجتماعي في الأفراح والأتراح أيضا فيه قيمة علاجية كبيرة، أضف إلى ذلك إنك إن شاء الله تكون مأجورا على هذا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات