أعاني من النعاس الشديد وفرط النوم ولا أستطيع القيام بواجباتي

0 614

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة متزوجة وعمري 24 سنة، أعاني منذ فترة من نعاس شديد، ولم أعد أستطيع السهر كالسابق -مع العلم أني كنت أسهر كثيرا- حتى أني لم أعد أستطيع الاعتناء بمولودي الجديد البالغ من العمر 3 أشهر، كما أن زوجي بدأ يتضايق من كثرة نومي.

الرجاء ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالكثرة في النوم قد تكون ناتجة من إجهاد سابق، وهذا يعتبر نوعا من النوم التعويضي، خاصة إذا كان نومك فيما مضى غير منتظم، لأن تنظيم وترتيب الساعة البيولوجية عند الإنسان يعتبر هو أحد المطالب الرئيسية جدا لأن ينام الإنسان نوما صحيا، والنوم الصحي دائما هو النوم الليلي.

الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى زيادة النوم: في بعض الحالات يكون الاكتئاب النفسي هو السبب، وذلك بالرغم من أن الشيء المعروف والمعهود هو أن الاكتئاب يؤدي إلى ضعف واضطراب النوم، لكن في حوالي عشرة بالمائة من الناس قد يكون الاكتئاب سببا في زيادة النوم، وإن كان النوم الذي يأتي في هذه الحالات لا يعتبر نوما صحيا.

من الأسباب الأخرى هو: ضعف إفراز الغدة الدرقية، فالذي أنصحك به هو أن تقومي بإجراء فحص عام، ركزي على نسبة الدم، السكر، وكذلك هرمون الغدة الدرقية، وإذا اتضح أن هناك خللا في إفراز هرمون الغدة الدرقية فهذا علاجه سهل وبسيط جدا.

وإذا كنت لا تشعرين بأعراض اكتئابية حقيقية فالأمر إذن يتطلب منك فقط أن تنظمي وقتك وأن تمارسي رياضة داخل المنزل، وأن تتجنبي النوم النهاري بقدر المستطاع، وذلك من خلال تناول فنجان أو اثنين من القهوة، وركزي أن يكون وقت نومك ثابت في المساء، وكوني حريصة على أذكار النوم.

أما إذا كان هنالك بوادر لأي اكتئاب نفسي فهذا يجب أن يعالج ويعالج بدواء يعرف تجاريا باسم (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) والجرعة المطلوبة في مثل هذه الحالة هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ويتم تناولها بعد الأكل، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

بالطبع هنالك إشكالية وهي أنك الآن مرضع، وفي مثل هذه الحالة قد لا يستحسن استعمال الأدوية، بالرغم من أن البروزاك دواء سليما، لكننا لا نفضل أبدا استعمال أي دواء قبل أن يبلغ الطفل عمر ستة أشهر.

فالموضوع يحتاج منك لشيء من الموازنة، وأعتقد إذا كانت هنالك أعراض اكتئابية حقيقية يجب أن ترجح كفة تناول الدواء، وهذا يعني التوقف عن الرضاعة، ولا تحسي بأي نوع من الذنب في هذه الحالة، أما إذا كانت لا توجد أعراض اكتئابية حقيقية فهنا أقول لك استمري على الإرشادات التي ذكرناها لك، ولا تتناولي الدواء على الأقل في هذه المرحلة واستمري في إرضاع الطفل.

يجب أن يكون هنالك إصرار من جانبك على إدارة الوقت بصورة صحيحة. أحيانا التكاسل والخمول قد يأتي ويسيطر على الإنسان، وذلك لأنه لا يحدد جدول أسبقياته خلال اليوم، والأسبقيات تحدد من خلال إحسان إدارة الوقت، فانظري في هذه النقطة علها تساعدك كثيرا في تجديد طاقاتك الجسدية.

بارك الله فيك، وجزآك الله خير، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات