أختي مريضة بالذهان وغير منتظمة بالعلاج... فهل هناك إبر تساعد على الشفاء؟

0 580

السؤال

أختي تعاني من مرض (الذهان )، وصرف لها علاجان من سنة وأكثر تقريبا،
تأتي فترات تترك العلاج، وعلى طول حالها ينتكس، وترجع الهلاوس لها، فهل هناك علاج بديل كالإبر مثلا؛ لأن الدكتور لم يوضح هل لو أخذت الإبر ستشفى
أم ستظل على حالها؟ وما هي الطريقة الصحيحة للتعامل معها فترة رجوع المرض لها؟

مثلا تقول شيئا صار لها، وهو بالواقع خيال أو عملت شيئا وهي لم تعمله،
وخصوصا عندما تقول: (أنا في النار، أنا منافقة )!

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Soma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالذهان أو الاضطراب العقلي يمكن الآن التحكم فيه على الأقل بصورة جيدة جدا، وحوالي سبعين إلى خمسة وسبعين بالمائة من المرضى الذين يحافظون على علاجهم تظل حالتهم مستقرة جدا، وتجدهم متفاعلين تفاعلا إيجابيا مع الحياة، ويقومون بالواجبات الحياتية المطلوبة.

أنتم تعيشون في بلادكم، والحمد لله تعالى الطب النفسي متقدم جدا هنالك، وتوجد خدمات متميزة، وجميع الأدوية متوفرة.

المعيار أو المحدد الرئيسي لشفاء المريض أو تحسنه أو استقرار حالته هو أخذ الدواء، وأخذ الدواء يعتبر ضرورة مهمة جدا، لأن الذهان في حقيقة الأمر جزء كبير منه ناتج من اختلال في بعض المواد الكيميائية في الدماغ، وهذه المواد الكيميائية حتى نرجعها إلى وضعها الطبيعي لابد من أن يتم إعطاء الأدوية، والأدوية الآن كثيرة، هناك أدوية تعطى في شكل إبر، وهذه الإبر يمكن أن تعطى كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع أو أربعة أسابيع، وهنالك أدوية يمكن أن تذوب في المشروبات وتعطى للمريض، والدواء الوحيد الذي نستطيع أن نقول أنه يمكن أن يذوب، ويعطى للمريض كجرعة واحدة في المساء، هذا الدواء يعرف (زبركسا فلوتاب)، وهو دواء نستطيع أن نقول أنه قد أدخل إلى أسواق الدواء قبل سنتين تقريبا، العيب الوحيد أنه مكلف ماديا بعض الشيء، لكن أحسب أنه متوفر في المستشفيات الحكومية في المملكة العربية السعودية.

هذا أحد الأدوية التي يمكن استعمالها مع هذه الحالات، وبعد أن تستقر حالة المريض، وتتحسن أحواله يمكن التواصل معه عن طريق الطبيب، وهنا يتم إقناعه بضرورة تناول الدواء، وأفضل طريقة في مثل هذه الحالات أن تعطى إبر، وكما ذكرت لك الإبر كثيرة جدا، هنالك الإبر القديمة، ومنها (موديكيت) و(فلوناكسول)، وهنالك الإبر الحديثة ومنها (رزبريادال كونستا) وهي جميعها معروفة لدى الأطباء، وفعاليتها الحمد لله تعالى مضمونة جدا.

فالشيء المهم هو أن لا تضيع فرصة هذه الأخت في العلاج، وأي مريض يمكن إقناعه، وذلك من خلال التواصل والتقدير، وإبداء الاحترام له، والاهتمام بأمره، فعلى ضوء ذلك أنصحك كثيرا بأن يكون هنالك شخص واحد هو الذي يتفاوض مع أختك، الشخص الذي يستطيع أن يقنعها أعتقد أنه سوف يكون هو الأنسب، وحين يتم التواصل أيضا مع الطبيب أنا على ثقة تامة أن الطبيب سيبني معها علاقة علاجية تكون مفيدة بالنسبة لها ولكم.

من الجوانب الاجتماعية العلاجية التأهيلية الضرورية هي أن لا تهمل، أن لا نعاملها كمعاقة، أن نسعى أن لا نثيرها كثيرا، ولا تدخلوا معها في أي نوع من النقاش أو الجدال حول أفكارها الغريبة، الأفكار غير المنطقية، هذه يجب أن لا تناقش كثيرا معها، لأن مناقشتها سوف تسبب هذه الأفكار، وتجعلها تكون أكثر إطباقا عليها، وكل الذي يكون هو أن تقوموا بطمأنتها وأن تشارك في أعمال البيت، وأن تنبه دائما للاهتمام بنظافتها الشخصية، وترتيب خزانة ملابسها، وترتيب سريرها، وهكذا، هذه الأشياء اليومية المعروفة من أهم وسائل العلاج والتأهيل لمثل هؤلاء المرضى.

الفرصة جيدة وسانحة للعلاج، والحمد لله تعالى الآن توجد بشريات كثيرة، هنالك أبحاث كثيرة جدا تتم الآن، ومن المنتظر والمأمول بإذن الله تعالى أن تظهر أدوية أكثر فعالية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات