كيف أتخلص من الحزن الذي يسيطر علي؟ وكيف أغير حياتي؟

0 598

السؤال

مرحبا..أنا بنت اسمي فرح، وعمري 18سنة، (وجدت هذا الموقع بالصدفة، وأحببت أن آخذ استشارة )..
مشكلتي أني لا أركز بشيء، ولا أعرف ماذا أريد من هذه الحياة، وأحب أن يكون عندي رفيقات كثر، ولكن لا أعرف كيف أتواصل مع الناس.

الكل يعتقد أني مغرورة، وليس عندي ثقة بنفسي، ولتو أنهيت الثانوية، وأريد أن أدخل الجامعة، ولا أعرف أي فرع يناسبني، ولا أعرف ماذا أريد أن أعمل في هذه الدنيا، أحب أن أتغير، وأحب أن أبدأ حياة جديدة ويصبح عندي صديقات كثر، وأسعد في هذه الحياة، وأكون متفائلة، وأضحك، ولكن اليأس يرافقني، ولا أعرف من أين أبدأ؟ ولا ماذا سأعمل؟ وعائلتنا مشتتة، أبي وأمي دائما يتشاجرون على أمور تافهة، ومن كثرة المشاكل التي في العائلة لا أستطيع عدها، ومستحيل يمر يوم من غير أن أبكي فيه، فقط أريد أن أعرف ماذا أعمل؟ من أين أبدأ؟ وكيف؟

وشكرا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب وإنه ليسرنا تواصلك معنا ونسأل الله أن يفرج همك وأن ييسر أمرك.

أختنا الفاضلة: إن الحياة جبلت على ما فيها من حزن وسرور، وفرح وترح، والعاقل من يأخذها بحلوها ومرها، ولا ينتظر ألا يصيبه منه لأواء أو ضراء كما قال الشاعر:
جبلت على كدر وأنت تريدها ** صفوا من الآلام والأكدار
ومكلف الأشياء ضد طباعها ** متطلب في الماء جذوة نار

لكن المسلم له فلسفة في التعامل مع الأحزان والأفراح، إنه يتعامل معهما على درجة سواء، لأن النبي بشره بأنه في كل منهما مأجور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وأن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"
فكل أمر ألم بك من مكروه يساعدك على الخروج منه أن تؤمني أن الصبر عليه أجر.

وأما السؤال عن كيفية السعادة فأنصحك بالإضافة إلي ما مضى عدة أمور:

1- تذكر الأشياء الجيدة في حياتك والتي أنعم الله بها عليك، إن بعض الناس أيتها الفاضلة أنعم الله عليها بأشياء كثيرة لكنه لا يذكرها بل يعيش فيما أصابه من مكروه، ولو خرج من هذه الدائرة ورأى نعم الله عليه في الإسلام، أو في الصحة أو الذكاء أو الغنى أو ما شابه لشكر الله على ما أنعم به عليه، ولدفعه ذلك إلي تحمل ما ابتلي به.

2- حددي البلاء بدون مبالغة أو تهويل، ذلك أن البعض يجعل من النملة فيلا، فيضخم المشكلة بطريقة تجعله لا يعرف حلها، وقد يضطره ذلك للحقد على الناس دون أن يعلم أن الجميع في الحياة مبتلى.

3- تذكري باستمرار أن هناك من هو أسوء حالا منك، فإن كنت مريضة فهناك الأسوأ، وإن كان في بيتك مشاكل بين أبويك فهناك الأسوأ، ومعرفة الأسوأ تجعل المرء يحمد الله على ما هو فيه.

4- اجتهدي في أن تحلي المشاكل مشكلة مشكلة، وابدئي باليسير، تعايشي مع ما لا تستطيعين أن تغيريه.

وأما بخصوص الأصدقاء فأنصحك بعدة أمور:

1- أحبي بصدق فإن المشاعر بين الأصدقاء تنتقل من غير كذب.

2- احرصي على مصاحبة صديقات متدينات فإن ذلك يشعرك بالسعادة ويقربك من الله.

3- لا تكثري من عرض مشاكلك على أصدقائك فإن البعض قد يمل من ذلك.

وأخيرا كلما اقتربت من الله كلما شعرت بالسعادة والطمأنينة، فاقتربي منه بالصلاة وقراءة القرآن والذكر، وستجدي تغيرا ملحوظا في حياتك.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

والله الموفق

مواد ذات صلة

الاستشارات