كيف أتخلص من الخجل والعادات اللاإرادية؟

0 506

السؤال

أشكركم جدا على هذا الموقع المميز والمفيد.

لدي مشكلة منذ صغري، ولم أرها، ولا قرأت ولا سمعت عنها، وهي أنني أثني لساني وكأنني أرضع، وأستخدمها عندما أنام، أو إذا كنت جائعة، أو عندما أكون وحدي، ولا إراديا عند النوم؛ لذلك دائما أغطي وجهي عند النوم أخاف أن يلاحظها زوجي.

مشكلتي الأخرى أنني عندما أكون وحدي أسترجع كل آلامي، وخاصة طلاقي، لدرجة بكائي بدون أن أحس، ويحصل معي وأنا أطبخ أو أنظف، يعني الشغل لا يلهيني، والمواقف التي حصلت معي عندما أتذكرها، وأحرج وكأنها صارت قريبا، لدرجة أني أتكلم بصوت عال أسمعه، وإذا قرأت خبر حادث أو سمعت عن شيء مؤسف أبكي وأتأثر، وأفكر ماذا سيصير لهم، وتأتيني نوبة شديدة من العصبية، ولا أتحمل كلمة.

أيضا أنا خجولة من الناس الذين لا أعرفهم، أو بالأصح الذين ألقاهم أول مرة، وإذا كنت بين مجموعة أو في مكان تجمع لا أتداخل بالكلام، مثلا عندما أكون مع مجموعة من النساء يتكلمون ويضحكون، وأنا لا أتكلم بكلمة واحدة، أيضا لو أسمع امرأة تسبني مثلا، أو تعلق بكلمة مثل: (سلامات لماذا لا تتكلمين؟) أسكت ولا أقدر أن أقول كلمة، وأجلس أفكر أياما بكلمتها وأندم أني لم أرد عليها، باختصار أنا خيالية وأتكلم مع نفسي وأؤنبها.

أريد دواء يزيل عني التفكير الدائم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن جملة الأعراض التي وردت في رسالتك منها أعراض عضوية، والتي تتمثل في ثني اللسان، ولديك أعراض نفسية كثيرة في مجملها تشير إلى وجود قلق مع بعض الوساوس البسيطة، وكذلك مخاوف من درجة بسيطة، كل هذه المكونات التي ذكرناها هي في الأصل قلق، والقلق قد تتفرع منه جزئيات كثيرة، ومنها المخاوف، ومنها الوساوس، وكذلك عسر المزاج.

الإنسان حين تعتريه فكرة سلبية، فكرة وسواسية، فكرة ليست بالمنطقية، لا بد أن يعطي نفسه فرصة، ويفكر في خيارات أخرى، وفي أفكار أخرى: لماذا يحصر نفسه في هذه الفكرة التشاؤمية بالذات؟

أعتقد أن هذه من أكبر المشاكل التي تقابل الناس وهي السبب الرئيسي للإصابة بالقلق والتوتر، فحين تعتريك هذه الأفكار التي تسبب لك الإزعاج ابحثي عن أفكار أخرى، عن خيارات أخرى، والإنسان دائما يجب أن يقدم الخير على الشر، والتفاؤل على التشاؤم، أعط نفسك فرصة لأفكار بديلة، وهذه الأفكار البديلة - إن شاء الله - موجودة وسوف تفيدك، وفي ذات الوقت يجب أن تسعي لتحقير الأفكار السلبية.

الإنسان الذي يدير وقته بصورة ممتازة وفاعلة وجيدة وينفع نفسه والآخرين، نجده دائما طيب الخاطر، ومنشرح النفس، ونفسه راضية، ولا نجد لهذه العثرات من أفكار وسواسية وقلقية تسيطر عليه، فلذا أنا أدعوك أن تديري وقتك بصورة جيدة، ولديك اهتمامات لا بد أن تعطيها الوقت: لديك البيت، لديك الزوج، لديك التواصل الأسري المطلوب، الاهتمام بالتواصل الاجتماعي، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، الانخراط في عمل خيري، أشياء كثيرة جدا يمكن أن يقوم بها الإنسان، وكلها تفيده في صحته النفسية والجسدية، ويكتب لك الأجر والثواب إن شاء الله تعالى.

العلاج الدوائي حسب طلبك، أقول لك أنه بفضل الله متوفر ومتوفر جدا، والأدوية الآن بسيطة وسهلة وسليمة، أنا أرى أن عقار زيروكسات سيكون مناسبا جدا معك، وهو يسمى علميا باسم (باروكستين) وجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة (عشرة مليجراما) تناوليها يوميا بعد الأكل، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، وهذه سوف تكون كافية جدا في حالتك، لكن يجب أن تلتزمي بالمدة العلاجية، وهي تناول الدواء يوميا لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية الممتازة والفاعلة، والتي سوف تساعدك كثيرا، لكن أرجو أن تهتمي أيضا بالتطبيقات السلوكية سالفة الذكر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات