ابنتي عنيدة جدا، مما جعلني أصبح شديدة جدا معها، فماذا علي أن أفعل؟

0 641

السؤال

السلام عليكم
أتمنى أن تعطيني جواب مفصل ودقيق عن ما أمر به، أنا أحب ابنتي كثيرا ولأنها وحيدة بين أخويها، الأكبر 8 سنوات وهي 6 سنوات والأصغر سنتان، ولكن أصبحت لا تبالي بكلامي وإن حذرتها أن تعمل مشاغبة عند اصطحابي لها لأي مكان تقول حاضر ثم تخالف أوامري وأنا عصبية جدا أصبحت لا أطيق تصرفاتها أقسم بالله أنني أحيانا أضربها ضرب مبرح وتعود لتكرار نفس الغلطة فأغضب كثيرا لأنني عاقبتها عليه قبل ذلك وأندم كثيرا على معاقبتي لها وأبكي ولكن عندما تعاود الغلط نفسه لا أتمالك نفسي فأضربها بقوة ولم يجدي نفعا وإن عاملتها بالحب واللين تمردت أكثر، أقسم أنني أكتب لكم وأنا أبكي لا أعرف ماذا أفعل لا أريد تعذيب ابنتي ولا أريد أن تعذبني.

أفيدوني جزاكم الله خيرا، ولا ترسل لي تكرار كلماتك إن الطفل عنيد وما إلى ذلك أريد سلوك اتبعه لأتخلص من العصبية الزائدة لدي وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maryam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فأولا: هوني عليك أيتها الفاضلة الكريمة فأنا أستشعر وأحس بدرجة المعاناة والألم النفسي الذي تعانين منه وذلك من جراء تصرفات ابنتك، لكن نرجع ونقول أنه من الواضح تماما أن درجة تحملك أصبحت قليلة، وهذا نشاهده لدى الكثير من الأمهات.

دراسة أشارت أن ستين بالمائة من الأمهات اللواتي يعانين من الاكتئاب تحدث لهن إخفاقات تربوية كبيرة فيما يخص التعاطي مع بناتهن على وجه الخصوص.
أنا لا أقول أنك مكتئبة، لكن أقول بكل وضوح أن ما تعانينه من قلق وتوتر داخلي جعل انفعالاتك تتوجه بصورة سلبية نحو ابنتك.

فبأيكن نبدأ؟ بك أم بابنتك؟
أعتقد أنك إذا كنت تشعرين فعلا بأنك تعانين من كدر أو عسر في مزاجك، هذا يجب أن يعالج، وهنالك أدوية جيدة جدا لتحسين المزاج وإزالة القلق والتوتر، فإن استطعت أن تقابلي الطبيب ليصف لك علاجا فلا بأس في ذلك أبدا، وإن أردت أن أصف لك علاجا فأيضا ليس هنالك ما يمنع، وأعتقد أنك في حاجة لعلاج خفيف جدا مثل عقار فلوناكسول، وهو مضاد للقلق والتوترات، وجرعة هذا الدواء هي حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، يتم تناولها في الصباح لمدة أسبوعين، بعد ذلك تكون حبة صباحا وحبة مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة ليلا لمدة شهرين، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

هذا مجرد اقتراح أقدمه لك أيتها الفاضلة الكريمة، ولا أجبرك عليه أبدا، لكن مما استنبطه أنك أنت أيضا في حاجة للمساعدة.

عملية الضرب بهذه الصورة ليست مفيدة، وعلى العكس تماما هي ترهب الطفل في لحظته، ولكن تزيده عنادا وتزيده تمردا على والدية بصفة عامة، كما أنها تضعف من شخصيته، وحتى الضرب حين يتعود عليه الطفل لا يبني فيه إلا اليأس، ولا يكون وسيلة تخويف، إنما هي وسيلة تحطيم.

فيا أيتها الكريمة لا تضربي ابنتك، وتذكري أنها نعمة عظيمة من نعم الله تعالى عليك حرم منها الكثير من الناس، هذا هو الأمر المهم.

عليك بالدعاء لابنتك، سلي الله تعالى أن يصلح أمرها.

ثالثا: نصيحتي لك أن تشعريها بالأمان، والأمان يأتي من خلال أن تكون هناك مسافة بينك وبينها في لحظات الانفعالات، وأن لا تكثري من انتقادها، وحاولي أن تعطيها مهام، حاولي أن تستشيريها، لا تجعليها مهمشة أبدا، ابدئي معها ضروريات الحياة، أن ترتب خزينة ملابسها، أن تسرح شعرها، أن تهتم بسريرها بإخوتها، شاوريها في إعداد الطعام للأسرة، إجعليها تشارك في بعض الأمور الخاصة بوالدها، هذا هو الذي يعيد لها الثقة في نفسها.

ويا أيتها الفاضلة الكريمة: هذه التغيرات الإيجابية لا تأتي في يوم وليلة، تتطلب الصبر.

سلوك التمرد الذي تظهره هذه الابنة - حفظها الله - لا شك أنه كان وليد ترسبات متكررة، وعلماء السلوك يقولون أن السلوك الخاطئ مكتسب ومتعلم، وكل شيء متعلم يمكن أن يفقد من خلال التعليم المضاد.

أسأل الله تعالى لابنتك العافية وأن يجعلها من الصالحات، وأن يجعلها قرة عين لكم، وأنا إن شاء الله لن أرسل لك تكرار الكلام مثل الطفل العنيد وما شابه ذلك.
ابنتك إن شاء الله سوف تكون على خير، حاولي أن تصبري، وتذكري أن الذرية نعمة من نعم الله العظيمة، يجب أن نحفظها ونحافظ عليها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
هذا ومن الله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات