أخي لديه وسواس قهري وقد ترك الدواء دون استشارة ويتهمنا بكرهه، ما الحل؟

0 453

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي يعاني من مرض الوسواس القهري والخوف الشديد وكان يأخذ دواء artane وقطع الدواء من غير استشارة الطبيب وهو لا يستطيع النوم ويبقى طوال الليل مستيقظ ولا يريد الذهاب للطبيب ولا حتى أخذ الدواء ويتهم أهل البيت بأنهم يكرهونه، ما توجيهاتكم حول ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jamela حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت ذكرت أن أخاك يتناول عقار أرتين والذي يسمى علميا باسم (بنزكسول Benzohexol)، وهو ليس علاجا أبدا للوساوس القهرية ولا علاقة له بهذه الحالة، لكنه يستعمل لإجهاض الآثار الجانبية مثل الرعشة والانقباضات العضلية الشديدة التي قد تحدث نتيجة لتناول بعض الأدوية المضادة للذهان مثل عقار (هلوبربادول Haloperidol) و (رزبريادون Risperidone) و (لارجكتيل Largactil).

إذن هو ليس علاجا في حد ذاته، والشيء الذي أود أن ألفت النظر إليه -وهذا هام- أن الآرتين إذا استعمل لفترة طويلة يتعود عليه المريض، وهذا التعود لا نقول أنه يصل إلى درجة الإدمانية، لكن دائما تجد الشخص الذي يتناوله يحس ما نسميه بالاستعمال القهري، أي تجده يبحث عن الدواء، لأن هذا الدواء يعطيه الشعور بالانشراح الداخلي البسيط.

فإذن هذا الأخ -عافاه الله وشفاه- لا يتناول العلاج الصحيح، إذا كان فعلا يعاني من الوسواس القهري، وأنا أشك تماما في التشخيص، لأنك ذكرت أنه يتهم أهل البيت بأنهم يكرهونه، فهذا الأخ ربما يعاني من حالة أخرى، ربما يكون لديه ما يعرف بمرض الظنان أو الشكوك المرضية، أو ما يسمى بالبرانوية، فهو يحتاج إلى أن يتم تقييمه بواسطة الطبيب، ولابد أن نصل أولا للتشخيص الصحيح.

أنا أعرف أن مثل هؤلاء المرضى قد يصعب أحيانا إقناعهم بالذهاب إلى الطبيب، لكن إذا تفهم معه شخص واحد وليس كل أفراد الأسرة، من خلال هذا الشخص الذي يجب أن يكون صاحب علاقة جيدة مع المريض يمكن أن يقنعه بالذهاب إلى الطبيب، وليس هنالك ما يدعو أبدا أن نقول له أنك مريضا نفسيا، لكن يمكن أن نقول له (لاحظنا عليك بعض الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي، وأنك لا تنام، وأنت قلق بعض الشيء، فلماذا لا نذهب إلى الطبيب، -والحمد لله تعالى- الآن الطب النفسي تقدم جدا، وهنالك وسائل علاجية وأدوية مستحدثة فيها إن شاء الله فائدة كبيرة جدا).

فأرجو أن تحاولوا بأي وسيلة أن يقدم هذا الأخ لمرافق العلاج الصحيحة، أي الطبيب النفسي المختص المقتدر، وذلك من أجل أن تقيم حالته وأن يتم التشخيص الصحيح، ومن ثم يتم إعطائه الدواء الصحيح.

كما ذكرت لك: أنا لدي شكوك قوية جدا حول تشخيصه، أي أنه هل يعاني فعلا من الوسواس القهري أم يعاني من حالة شكوك ظنانية، وأضف إلى ذلك أن الآرتين في الأصل هو ليس علاجا في حد ذاته، إنما هو دواء مساعد لإزالة الآثار الجانبية التي قد تنتج من أدوية أخرى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

هذا ومن الله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات