لا أشعر بالحب تجاه زوجي، ورجعت بالتفكير بشاب كنت أحبه أرشدوني؟

0 672

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله، وصلى الله على سيدنا محمد.
أود من فضيلتكم النصيحة، تعرفت على شاب أردني للزواج وهو متدين، ووسيم مثلي في السن، ووالله ما كان بيننا شيئا إلا التعارف للزواج ، ولكن في نفس الأسبوع قريبة أبي خطبتني لابنها الذي يكبرني ب16 سنة، قلبي وعقلي أراد الآخر، ولكن إرادة أبي كانت أقوى من إرادتي، قطعت اتصالي بمن أراد قلبي، وأخلصت للآخر وتزوجته، أنجبت منه طفلا، ولكن كانت هناك مشاكل كثيرة، ولا تزال لأنه له أذن لا تصغي إلا لأهله، لا يوجد بيننا توافق ففارق السن كبير لم أعد أرغب في الجماع معه.

والمشكلة الآن أني رجعت أفكر في الشاب الذي أراده قلبي حاولت أن أنساه لكن لم أستطع ربما يكون هو الآخر تزوج لكني أفكر فيه دائما.

أنا لا أقول أن زوجي سيء لكن ليس هناك توافق، ولا أشعر بالحب تجاهه، وفارق السن لم أعد أتقبله خاصة بعد كثرة المشاكل، كثيرا ما أفكر في الطلاق، فهل هذا أحسن لي وله. أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
لقد أصبت أيتها الكريمة حين وافقت أباك على اختياره، فإنه مما لا شك فيه أنه أبعد منك نظرا وأعرف منك بالناس وأخبر بهم، هذا مع ما يكون في قلب الوالد من الرحمة بالولد والبنت والإشفاق عليهما والحرص على مصلحتهما، ومن ثم فاختيار والدك لك مبناه على النظر في المصلحة والاهتمام برعايتك وملاحظة الجوانب التي لا تلاحظينها أنت، فطيبي نفسا بهذا، وقد أحسنت في موافقة الوالد.

ثم إن هذا الزواج ما دام قد تم فإنه قدر الله تعالى لك، ومما لا شك فيه أن الله عز وجل أرحم بك من نفسك، ولا يقدر لعبده إلا ما فيه الخير له، وإن كان هذا الإنسان قد يكره بعض المقادير أحيانا، لكن الحقيقة أن ما اختاره الله عز وجل لهذا الإنسان وقدره خير مما يختاره هو لنفسه، فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فطيبي نفسا إلى هذا القضاء الذي قضاه الله عز وجل لك، واعلمي أنه مقتضى الرحمة والحكمة الإلهية.

ثم أنت أيتها الكريمة ينبغي أن تكوني عاقلة في صنع السعادة في بيتك، وتذوق حلاوة الحياة مع زوجك، ولا تسمحي للشيطان ليدخل إلى قلبك وإلى حياتك فيفسد عليك حياتك ويدخل عليك الهم والحزن، ويوجد الضغينة والنفرة بينك وبين زوجك، فإن هذه المقاصد هي أعظم ما يتمناها الشيطان من هذا الإنسان، ومن ثم فنحن ننصحك بأن تتأملي جيدا في الجوانب الإيجابية في زوجك وهي كثيرة بلا شك، لكنك بحاجة إلى أن تتفقديها بإنصاف وبعيدا عن التشنج وبعيدا عن التأثر بالمشكلات التي حصلت، وأنت ستجدين العديد من الإيجابيات، وهذه الإيجابيات تدعوك إلى حب زوجك، وهذه هي الوصية النبوية، فقد قال عليه الصلاة والسلام وهي يوصي الزوج: (لا يفرك – لا يبغض – مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر) فهو يوصي عليه الصلاة والسلام إلى النظر في إيجابيات الزوجة وعدم الاقتصار إلى سلبياتها، وهذا يدعوه إلى حبها، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة ينبغي لها أن تمعن النظر في إيجابيات الزوج وفي المحاسن، وأنت قد شهدت لزوجك بأنه ليس سيئا، وهذا يدل على إنصافك ومعرفتك لقدر زوجك، ولكن كوني دائما على تذكر لهذه الجوانب الحسنة في الزوج فإنها تدعوك إلى حبه.

ثم اعلمي جيدا أيتها الأخت أن هذا هو قدرك وهذا هو حظك، فلا ينبغي لك أن تتعلقي بالسراب والخيال، فهذا الشاب الذي يتعلق به قلبك أنت لا تدرين حقيقة حاله أولا، ومعرفة أخلاقه فيما لو كان زوجا لك، فكثير من الأشخاص الذين تتعلق بهم النساء إذا تزوجت بواحد منهم دخلت معه في حياة هي أشبه بالجحيم، فليس كل ما يعجبك منظره يكون كذلك باطنه ومخبره، وهذا خطاب للعقل ينبغي أن تخاطبي به عقلك حتى تزيحي عن نفسك التعلق بمثل هذا السراب والأوهام.

وأما ما تعانينه من مشكلات في الأسرة فهذا شأن كل أسرة، فما من أسرة وبيت إلا وفيها بعض المشكلات، ولا يمكن أن توجد حياة طويلة وعشرة مستديمة بين الزوجين، ثم لا توجد بينهما مشكلات، فينبغي أن تكوني متفهمة لهذا، وتحاولي علاج هذه المشكلات بالأسلوب الأمثل بما تقدرين عليه.

نحن نوصيك أيتها الكريمة، بأن تأخذي أساليب كسب الزوج وسيلتك الأولى في تغيير حياتك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن النساء من أهل الجنة، فيقول: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العئود التي إذا أذات أو أوذيت جعلت يدها بيد زوجها وقالت: لا أذوق غمضا حتى ترضى) فهي في وقت إيذاء الزوج لها تبادر هي بالاعتذار، بل وتتلطف بالزوج وتتمسكن أمامه، وتضع يدها في يده وتقول له (لا أذوق غمضا – أي لا أستطيع أن أنام – حتى ترضى) هذا وهي المظلومة، وهو الذي أذاها، ولك أن تتصوري كيف سيكون رد فعل الزوج حينما تفعل الزوجة بمثل هذه التصرفات.

نحن نوصيك أيتها الكريمة بأن تتفكري في من هم أقل منك شأنا لتعرفي قدر النعمة التي أنت تعيشينها، فإن التفكر في أحوال المعدمين لهذه النعم يدعونا إلى حب هذه الحياة التي نحن فيها، وشكر الله تعالى على ما أعطانا وأولانا من النعم.

أما ما يحاول الشيطان أن يدخل الحزن إلى قلبك بسببه وهو وجود الفارق الكبير في السن كما تزعمين، فليس بصحيح، فإن السن لا علاقة له بالتأثير على الحياة الزوجية إذا قامت المشاعر الصادقة من الزوجين، وقام كل واحد منهما بمراعاة حق الآخر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وكان عمره في الخمسينات، وهي في التاسعة من عمرها، ومن ثم لا تسمحي أبدا للشيطان ليدخل الحزن إلى قلبك تحت هذا المبرر.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح ما بينك وبين زوجك، ويديم الألفة بينكما، ويعينك على الأخذ بأسباب إسعادك وإسعاد زوجك.

مواد ذات صلة

الاستشارات