أصاب برجفة في جسمي وتتسارع دقات قلبي عند المواجهة، فما هو الحل؟

0 416

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة لا أحب المشاكل ولا المخاصمات، عندما يقوم أحد بخصامي أتلعثم وأرتبك وأصاب برجفة في يدي، وتسارع دقات قلبي، وتخدر في أقدامي، ولا أستطيع أن أدافع عن نفسي، ويرتجف صوتي، أمي أيضا كذلك، مع العلم أني مصابة بنوبات الهلع، فهل لهذا حل؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأعتقد أن هذه خصال وسمات حميدة، وهي أنك لا تحبين المشاكل ولا المخاصمات -هذا أمر جيد- وحاولي أن تدعمي ذلك بالمفهوم القرآني من قوله تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}، خذي هذه الجزئية من الآية القرآنية شعارا لك في حياتك، لا تقولي أنني لا أحب المخاصمات ولا المشاكل كضعف في شخصيتي، وكشيء من هذا القبيل، إنما هو نوع من التسامح وكظم الغيظ واحتساب الأجر، هذا سوف يفيدك كثيرا، وحين تضطرين لأن تعبري عن مشاعرك بصورة فيها شيء من الانفعال لن يحدث لك أي نوع من التلعثم أو الارتباك أو الخوف إن شاء الله تعالى، وفي نفس الوقت لا تتركي الأمور تحتقن، لا تخفي ما في نفسك فيما يخص مشاعرك، خاصة ما لا يرضيك، عبري عما بداخلك بصورة تلقائية ومنفتحة ومباشرة بأدب وذوق، هذا التفريغ النفسي يمنع الاحتقانات الداخلية ويجعل الإنسان يشعر بالثقة في نفسه وأنه قوي من الناحية النفسية.

أعراض التلعثم والارتباك والإصابة بالرجفة التي تحدث لك عند المواجهات هي أعراض مبالغ فيها بعض الشيء، الذي يحدث أن الإنسان حينما يكون في حالة استنفار واستعداد لمواجهة موقف معين يحدث له زيادة في إفراز مادة تعرف باسم (أدرانين) وهذه المادة محفزة، أي بمعنى أنها تزيد من طاقة الإنسان لمواجهة الموقف، ولكن إذا كان انفعال الإنسان شديدا أو سلبيا وازدادت إفرازات هذه المادة، هذا يؤدي إلى الشعور بالرجفة أو الارتعاش.

فإذن حتى حين نكون مقدمين على مواجهة يجب أن يكون ذلك بانضباط ومعقولية، وهذا دائما يمكن الوصول إليه بأن يفكر الإنسان في أفعاله قبل أن يقوم بها، لا تتركي الفعل التلقائي اللاإرادي يسيطر عليك، كل شيء يجب أن يحسب، وحين نتذكر ردود أفعالنا سوف لن نقدم على أي نوع من الانفعال المتهور.

هذا يتم بالتدريب وبالتذكر، بمعنى (لماذا أنفعل أنا حين أتفاعل مع الآخرين ما دام هذا الأمر ليس مريحا لي؟ وفي الوقت ذاته أنا لا أقبل من أحد أن ينفعل علي ويسمعني كلاما غير طيب، أو كان تعبير وجهه فيه شيء من الاحتقار لي) نوعية هذا التفكير يساعدك كثيرا.

أنصحك أيضا بأن تتخيري الصحبة الطيبة مع الفتيات الملتزمات، الفتيات الصالحات، هذا محيط يتوفر فيه الأمن والأمان.

هنالك تطبيقات لتمارين استرخائية تكون مفيدة لك جدا، فتصفحي أحد المواقع على الإنترنت لتتعلمي تطبيق هذه التمارين.

وزعي وقتك بصورة جيدة، استفيدي من إدارة الوقت بالتركيز على دراستك والتميز والتفوق، وهذا -إن شاء الله تعالى- يصرف انفعالاتك السلبية ويجعلها أكثر إيجابية.

إذا كانت نوبات الهلع هذه نوبات حقيقية فهنا قد تكون محتاجة لعلاج دوائي أيضا، والدواء المفضل حتى في عمرك هو العقار الذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) والذي يعرف علميا باسم (إستالوبرام) والجرعة المطلوبة هي خمسة مليجرام -أي نصف حبة- يتم تناولها يوميا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ترفع إلى حبة كاملة، تستمرين عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى نصف حبة يوميا لمدة عشرة أيام، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات