كيف أتخلص من إدماني على النت؟ وكيف أكسب رضا أمي علي؟

0 484

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أشكركم على خدمتكم الدائمة لنا، وجزاكم الله خيرا، لدي استفساران, وأود منكم أن لا تردوني خائبة، فأنا أفتقد لأخذ رأي أشخاص أكبر مني حتى أنجح بإذن الله.

أولا: لدي حساب على الموقع الاجتماعي الفيسبوك, وأرى أنني قد أصبحت مدمنة على هذا الموقع دون سبب, لتواجد الأصدقاء فيه و العائلة, غير أنني أحس أنه مضيعة للوقت و أندم مرارا لدخوله، وأشعر أحيانا بالكآبة لتركه, فماذا أفعل؟ انصحوني رجاء.

ثانيا: أنا فتاة آخر عنقود في العائلة, أمي أنجبتني في سن متأخرة من عمرها، أي كانت كبيرة نوعا ما على الإنجاب, إلا أن الله كتب لي أن أعيش، المشكل هو أنه لا يمكنني التواصل الجيد مع أمي, أشعر وأن هناك فارقا سنيا كبيرا يفصلني عنها، لا تستطيع تفهم أمري، حتى أنا أحس أنني مقصرة في حقها، لأنني لا أجلس معها كثيرا, لكن كلما جلست معها تتحدث عن أمور قد تغضبها لاحقا, و للذكر فهي تأخذ دواء (femara) الذي يؤثر عليها كثيرا من كل النواحي، و أصبحت أكثر شكا في كل شيء.

بماذا تنصحونني؟ كيف أتمكن من التعامل معها بشكل يرضيها؟ أي بدون أن تغضب.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت الإسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا شك أن الإدمان على التعاطي مع الإنترنت بكل صنوفه أصبح حقيقة علمية، أي أنه يوجد إدمان للفسبوك، ويوجد إدمان للبلاك بري، وهنالك عدة أنواع من الإدمانات، أو ما يسمى إدمان السيبر.

الإدمان دائما يعرف بأن الإنسان يقضي وقتا طويلا في فعل ما، ويحس بأنه يفتقده إذا لم يقم بذلك، أو تظهر لديه أعراض جسدية كالقلق والتوتر، ويحس أنه متشوق وأن استعماله قد أصبح قهريا، هذا هو الإدمان في حد ذاته.

فالإدمان هو سلوك وفكر وتعود، وهنالك مواد محفزة في الدماغ أهمها مادة تسمى باسم (دوبامين) متى ما تعلق الإنسان بشيء ووجد فيه المتعة تفرز لديه هذه المادة في الدماغ بكميات أكبر وتزيد من تعلقه ومن تشوقه، وحين يتوقف عن الممارسة فجأة تقل هذه المادة أو تنقطع، وهذا يؤدي إلى ما نسميه بالآثار الانسحابية.

العلاج ليس بالصعب لكنه يتطلب الالتزام، أولا: لا بد أن تعترفي أنه لديك مشكلة، لأن الذي يعترف بوجود علة يستطيع أن يعالجها، وأنت الآن لديك مشكلة إدمان الفيسبوك، وهكذا يجب أن تسميه وهكذا يجب أن تنظري إليها، لماذا تسميها إدمان الفيسبوك؟ لأن النكران والتبرير هي دفاعات سلبية سيئة جدا يلجأ لها بعض الناس ليجدوا تبريرا لسلوكهم، إذن المواجهة، الاعتراف هو الأساس.

ثانيا: التدرج في التوقف وتحسبي أن ضررا كثيرا قد وقع بك، فإذا كنت مثلا تجلسين ثلاث ساعات اجعليها ساعتين، وتحددي لنفسك زمنا قطعيا، يجب أن لا يكون في أوقات هامة للإنسان كأوقات الدراسة أوقات الصلوات، أوقات الراحة والنوم، فأخطر شيء هو الانسياق مع الفيسبوك بعد الساعة التاسعة مساء، هذا خطير جدا، لأن المواد الإدمانية تفرز ليلا بصورة أكثر.

فإذن يجب أن تبتعدي عنه تماما في هذه الأوقات، واستعمليه فقط فيما نسميه بالوقت الغير مرغوب فيه، وقللي المدة كما ذكرنا لك لمدة ساعتين مثلا، بعد أسبوع اجعليها ساعة ونصف، ثم بعد أسبوع اجعليها ساعة واحدة، ثم بعد ذلك اجعليها خمسة وأربعين دقيقة، ولا بأس أن تستمري على هذا النمط، لا نقول احرمي نفسك، لا نقول لك أبعدي نفسك، لكن يجب أن تكوني حازمة وتحددي الوقت تحديدا قاطعا، ودعي أحد أفراد الأسرة ليساعدك في ذلك بأنك الآن سوف تكونين على الفيسبوك، وهذا يجب أن يكون من الساعة كذا إلى الساعة كذا، ولابد أن تحددي لك مهمة معينة سوف تقومين بأدائها بعد انتهاء الوقت المقرر للفيسبوك، أي يجب أن لا يكون أمامك فراغ، يجب أن يكون هنالك التزام قاطع، مثلا إذا جلست قبل صلاة المغرب، اجلسي لمدة ساعة، ولابد أن تقومي للصلاة، وهنا تنقطع علاقتك بالفيسبوك، وهكذا.

ممارسة التمارين الرياضية وجد أيضا أنها مفيدة ومهمة جدا لتقليل الآثار الانسحابية، فاحرصي على هذه التمارين الرياضية، وأي تمرين رياضي يناسب الفتاة المسلمة سوف يكون جيدا ومفيدا.

ابحثي عن أي بدائل أخرى كالقراءة مثلا، إدارة الوقت بصورة جيدة، وهكذا. هذه كلها حقيقة وسائل ممتازة جدا للتخلص من إدمان الفيسبوك.

الجزء الثاني في استشارتك وهو كيف تبني علاقة حميدة مع والدتك، أعتقد أن الأمر في غاية الوضوح، فهذه هي والدتك ومن حقها أن تعطى كل البر و العناية من جانبك، وعليك بالدعاء لها، الدعاء يفتح قلبك ويشرحه نحو محبتها، قال تعالى: {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء * ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} فتأصيل هذا الأمر والحرص على الدعاء للوالدين يزيد في محبتهم ولا شك في ذلك.

ثانيا: يجب أن لا تفكري في هذه الفجوة الجيلية، بل على العكس تماما أنت من المفترض أن تكوني أقرب لوالدتك وتقومي بخدمتها، قولي: (أنا الأصغر، أنا التي يجب أن أخدمها، أنا التي يجب أن أستأثر بحبها) والمعروف أن الأمهات والآباء دائما يكونون أكثر ميولا للطفل الخاص، وأقصد بذلك الطفل الأول أو الأخير أو الولد وسط البنات أو البنت وسط الأولاد، وهكذا.

وبالنسبة لتناولها الدواء لابد أن يوجه لها النصح التام، وهذا يجب أن يكون تحت إشراف طبي.

بارك الله فيك وجزآك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات