لا أستطيع التحدث أمام الآخرين، فهل سيفيدني الزولفت؟

0 354

السؤال

مشكلتي تكمن في أني أبلغ من العمر 40 سنة، وأعاني من الرهاب الاجتماعي منذ الطفولة، وأكثر ما أعانيه هو التحدث أمام الآخرين أو الإمامة في الصلاة، تتزايد نبضات القلب وتتغير نبرة الصوت، والكلمات لا تكاد تخرج، وهذا الأمر يسبب لي حرجا كبيرا، حتى أنني أتأخر في الذهاب إلى المسجد حتى لا أقدم للإمامة.

قرأت في هذا الموقع عن دواء ( الزولفت ) وعن طريقة استخدامه: ( ابدأ في تناول الدواء بجرعة نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين - أي مائة مليجرام في اليوم - لمدة ستة أشهر، وهذه الجرعة يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة ليلا أو بمعدل حبة صباحا وحبة مساء، بعد انقضاء الستة أشهر خفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم، وهذه استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول العلاج ) .

هل أستطيع تناوله؟ وهل هو فاعل في مثل حالتي مع العلاج السلوكي طبعا؟ وهل أتناول معه أي علاج آخر؟ ولكم جزيل الشكر ووافر الامتنان على جهودكم في هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الشمري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الرهاب الاجتماعي في عمر الأربعين وما فوق يكون في بعض الأحيان مصحوبا بدرجة بسيطة من عسر المزاج، ولا أقول الكدر أو الاكتئاب الحقيقي، ولذا يجب أن يعالج فعلا، وأهم شيء في العلاج حول الرهاب الاجتماعي هو أن يصحح الإنسان مفاهيمه، فهنالك مفاهيم خاطئة هي التي تسيطر على الإنسان وتستحوذ على تفكيره وتجعله ضحية لهذا الرهاب الاجتماعي، ولذا أنا أنصحك حقيقة بأن تثق في نفسك، وأنا أؤكد لك أنك لست خاضعا للمراقبة من قبل أحد، وأنك ما دمت يطلب منك التقدم للإمامة فمعنى ذلك أنك إنسان مقتدر وكفء لهذا الشيء.. هذا مهم جدا.

الأمر الآخر: لا مانع أن تتناول الدواء بنفس الجرعة والمدة التي ذكرتها، والزولفت من الأدوية الجميلة جدا والطيبة، هو مضاد فعال للمخاوف الاجتماعية، ومحسن جدا للمزاج، ومزيل للقلق، ولا أعتقد أنك في أي حاجة لأي دواء آخر.

نصيحتي لك دائما هي تحقير فكرة الخوف، والتواصل، والإصرار على التفاعل الاجتماعي، وأن تعرف أن الرهاب الاجتماعي هو حالة قلقية ليس أكثر من ذلك، وبتحقيرها نستطيع أن نتخلص منها، أما أن ننقاد لها وأن نجسمها وأن نضخمها هذا يؤدي إلى المزيد من الحصار الاجتماعي، ويغلق على الشخص ويجعله ضحية لهذا النوع من القلق الذي لا يستحق أصلا الاهتمام به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأرجو أن تتواصل معنا متى ما رأيت ذلك ضروريا، وغالبا سوف تحس بفائدة العلاج بعد مضي ثلاثة أسابيع من بدايته، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات