أشعر بضيق في التنفس في حالات معينة كالخوف والحزن، فما السبب؟

1 449

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كل عام وأنتم بخير, وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأشكركم جزيل الشكر لإتاحة الفرصة لنا لنستشيركم، حفظكم الله.

لدي مشكلة نفسية لا أعلم ما تفسيرها, وهي أنني أشعر بضيق في التنفس، أو ما يسمى بالكتمة, ولكن هذا الضيق في التنفس لا يأتيني إلا في حالات شعورية معينة، مثلا في حالة الخوف والقلق والتوتر والحزن والفرح الشديد، والخجل, وعندما أغضب, وأيضا عندما أهتم بشيء ما, وعند مشاهدة منظر مؤلم.

هذه الحالة أتعبتني كثيرا، لدرجة أحيانا أحس أنني سأموت من شدة الضيقة، وهذه الحالة سببت لي الخوف من السفر في السيارة بالذات، إذا كان الطريق طويلا وفي صحراء ولا يوجد بالقرب منها مدن, مما يجعلني أخاف أن تأتيني هذه الضيقة في التنفس في الطريق، وأحيانا تكون شديدة وأحيانا خفيفة، لقد أتعبتني كثيرا.

أرجوكم ما تفسيرها؟ وجزاكم المولى خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله أن يتقبل صلاتنا وصيامنا وقيامنا، ويعيد علينا هذه الأيام الطيبة بالخير والبركات.

مشكلتك بسيطة جدا، وهذه الأعراض التي وصفتها بصورة جيدة تشير أن الذي يحدث لديك هو قلق نفسي، والقلق النفسي له مكون عضوي – أي فسيولوجي – ومكون نفسي.

فالشعور بالقلق والتوتر والخوف والحزن هذه هي المكونات النفسية للقلق النفسي، أما الشعور بالكتمة وما يشبه الضيق في التنفس أو الغصة في الصدر، هذا ناتج من الانقباضات العضلية التي تنتج من الانقباضات النفسية – أي من القلق – وهذه الحالات كثيرا لا يعرف لها سبب، وفي بعض الناس ربما يكون العامل الأساسي هو الاستعداد الغريزي والفطري لديهم للقلق.

القلق ليس شرا كله، فالقلق مطلوب كطاقة نفسية تحرك الإنسان ليكون فعالا ومنجزا ويؤدي واجباته على أفضل وجه، والقلق كثيرا ما يكون مرتبطا بالمخاوف، وفي بعض الناس يكون أيضا مرتبطا بالوساوس، ولعلاج مثل هذه الحالات:

أولا: معظم هذه الحالات تنتهي تلقائيا، وتكون هذه الأعراض أعراضا عابرة، والتحسن يتم من خلال أن يفهم الإنسان طبيعة الحالة، ولذا قمنا بوضع التشخيص وأعطيناك بعض التفسيرات لطبيعة هذه الحالة، وهذا يجب أن يكون مطمئنا بالنسبة لك.

ثانيا: من المهم جدا أن تطبقي تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، هذه تمارين بسيطة جدا وفي ذات الوقت هي مفيدة جدا، لتطبيقها اجلسي على كرسي مريح في غرفة هادئة ليس بها ضوضاء أو إضاءة شديدة، أغمضي عينيك، فكري في شيء جميل، خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف بقوة وبطء – هذا هو الشهيق – أمسكي الهواء قليلا في صدرك، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم – هذا هو الزفير – ويجب أن يكون أيضا بقوة وبطء، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجدين فيه - إن شاء الله - النفع الكبير.

ثالثا: من المهم جدا أن تكوني حركية بعض الشيء، بمعنى أن لا تتركي للفراغ مجالا ليسيطر عليك ويسبب لك القلق، الوقت فعلا أصبح من ذهب، والإنسان الذي يستفيد من وقته من خلال الانخراط في الأنشطة المختلفة، يجد نفسه يحس بالرضى والشعور الإيجابي، لأنه قد أنجز ما يجب أن يقوم به في هذه الحياة، لكن الإنسان الذي يتراخى ويترك للفراغ مجالا تأتيه هذه الأعراض من قلق وتوتر وخلافها.

فإذا أرجو أن تديري وقتك بصورة جيدة وفعالة، وحاولي أن تخرجي من نمط الحياة الرتيب، أدخلي أشياء جديدة على حياتك، اقرئي، مارسي الرياضة، انضمي إلى مراكز تحفيظ القرآن، الانخراط في أي عمل تطوعي، أكثري من زيادة الأرحام، اجلسي مع الأهل، وادخلي في حوارات حول شؤون الأسرة، كوني مشاركة وفاعلة كعضو مفيد في أسرتك، هذا كله سيفيدك كثيرا.

بقي أن أقول لك أن هذه الحالات أيضا تستجيب لبعض الأدوية العلاجية البسيطة المضادة للقلق والمخاوف، هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (لسترال) ويعرف أيضا تجاريا باسم (زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين) يمكنك أن تتناوليه بجرعة نصف حبة – أي 25 مليجراما – يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم يخفض الدواء إلى نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهو دواء بسيط وسيلم ولا يحتاج إلى وصفة طبية، ولا يسبب أي نوع من الإدمان، كما أنه لا يؤثر على الهرمونات النسائية.

بارك الله فيك، وجزآك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات