هل أقبل بالزواج من شاب يصغرني بخمسة عشر عاما؟

0 648

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

شيخي الفاضل أرجو مساعدتي في الإجابة عن سؤالي الذي ظللت الطريق لاتخاذ القرار فيه, جزاكم الله عنا خير الجزاء.

أنا فتاة عمري 37 سنة، لم أتزوج إلى الآن, لم يحدث نصيب, وأنا أحمد الله تعالى على ما كتب لي, وأنا الآن يريد أن يتقدم لخطبتي شاب أصغر مني سنا بفارق 15 سنة, وهو مصر على خطبتي مع أني رفضت الموضوع في بادئ الأمر؛ لأني أكبر منه كثيرا, وخفت أن لا يحدث توافق بيننا, ولكنه عاد وهو مصر على خطبته لي لأنه يحبني، ولا يريد غيري, فهل أقبل يا شيخي الكريم أم لا؟

أنا أعلم أن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قد تزوج السيدة خديجة وهي أكبر منه, وإذا تزوجت هذا الشاب هل المجتمع سيقبل؟، وإذا رفضته مجددا؛ فهل أكون قد رددت ما كتب الله لي، ورددت رزقه الذي بعثه لي؟، علما أن الشاب مؤهل للزواج ولا ينقصه شيء, وأخاف أن يفوتني قطار الزواج نهائيا, أرحني بالإجابة يا شيخنا.

أجارك الله من النار, وأدخلك فسيح جناته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا توفيق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقر عينك بزوج صالح وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

لا شك أيتها الأخت الكريمة أنك أحسنت ووفقت كل التوفيق حين رضيت بقضاء الله سبحانه وتعالى وقضائه وقدره، وحمدته على ما كتبه لك، وهو سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك، فإنه سبحانه وتعالى يعلم الخير وأنت لا تعلمينه.

فمن ثم فنحن نوصيك أيتها الكريمة بأن تستمري على ما أنت عليه من الرضى والثقة بحسن تدبير الله سبحانه وتعالى، وأنه لن يقدر لك إلا ما فيه خيرك وسعادتك.

وأما عن تقدم هذا الشاب لخطبتك مع رغبته في الزواج منك فرأينا أيتها الكريمة أن لا تلقي بالا لفارق السن ما دامت الرغبة موجودة من كلا الطرفين، وفارق السن هذا لن يكون حائلا وحاجزا دون إقامة حياة زوجية سعيدة، وكما تفضلت أنت ذكر ما حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم من زواجه بخديجة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وكانت أحب زوجاته إليه، ومنها رزقه الله عز وجل الأبناء والبنات، فإذا كان هذا الشاب محبا لك راغبا في الزواج منك؛ فنصيحتنا أيتها الكريمة أن توافقي على الزواج منه، وما قدره الله عز وجل سيكون، وأن تظفري بشيء من منافع الزواج خير من أن يفوتك الأمر كله، فإذا قدر أن رزقت منه ولدا يقوم بحفظك ورعايتك عند كبر سنك؛ فإن في ذلك خيرا كثيرا إن شاء الله.

ثم إن هذا الشاب إذا بدا له في مستقبل الزمان بعد ذلك أن يتزوج بأخرى فإن الأمر فيه سعة، وينبغي أن تكوني أنت عاقلة حازمة في كيفية كسب زوجك إذا تزوجت به، وأن تكوني كذلك مستعدة لتحمل ما قد يظهر من نتائج على فارق هذا السن، كأن يتزوج بأخرى إذا أحس نفسه أنه لا يزال صغيرا حين يتقدم بك السن، وهذا لا غبار عليه، وليس في الأمر ما يدعو إلى الانقباض من هذا الزواج، فإننا نرى أن فيه خيرا كثيرا إن شاء الله تعالى، وخير ما نوصيك به تقوى الله سبحانه وتعالى وكثرة الاستغفار واللجوء إلى الله بصدق واضطرار أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح لك شأنك كله.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات