كيف أنظم نفسي أثناء المذاكرة والاستعداد للامتحانات؟

0 879

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب ثانوية عامة (توجيهي) وتوجد 7 مواد لكي أدرسها وأقدم فيها الامتحانات، وأنا - والحمد لله - طالب متفوق، ولكن الحسد وأعين الناس جعلت مستواي يتدنى، وخاصة أقاربي، حيث إن جميع أقاربي يغارون مني ولا يتمنون لي النجاح والتوفيق.

أرجوكم ساعدوني، فأنا بدأت أتراجع شيئا فشيئا، علما بأن أصدقائي أنهوا دراسة 7 مواد وأنا حتى الآن لم أبدأ، وبقي لامتحاناتي 5 أشهر.

أنا من طبيعتي أحب أن أحفظ أكثر من أن أفهم، وعندما أدرس مادة حفظ أدرس ساعة فقط ويبدأ الملل، وأستريح 10 دقائق وأراجع ما حفظته، ولكنني أشعر بالنسيان فتبدأ نفسي بالإحباط والخيبة، وعندما أدرس مادة فهم (رياضيات) تواجهني مشكلة، وهي أنني عندما أواجه مسألة صعبة لا أستطيع فهمها أستلقي على الأرض وأقول لن أفهمها طوال حياتي، وأحبط نفسي وأقوم ولا أدرس، وإذا أردت أن أدرس حفظا أدرس ساعة وأشعر بالملل.

أرجوكم اعملوا لي برنامجا للدراسة، وكيفية التوزيع، بحيث أدرس 4 مواد يوميا، علما بأنني آخذ دروسا خصوصية، وعند عودتي من الدرس الخصوصي هل أراجع ما أخذته أم لا؟

والله لولا أنني أثق بكم لما شكوت لكم همي، أرجوكم ساعدوني، فليس لي بعد الله إلا أنتم. وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فشكرا لك يا ولدي على سؤالك الواضح والصريح، ويفيد أن نذكر بأنه مهما تمنى لك الناس الفشل فإنهم لن يضروك بشيء - بعون الله تعالى - وإنما ترتد أمنياتهم لك بالفشل على أنفسهم، وقد ربط الله مصيرنا بأيدينا وليس بأيدي غيرنا، عندما قال تعالى {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} ولم يقل تعالى بأيدي غيرهم، وإنما بأيدينا، فمصيرنا بأيدينا، وهذا من نعمة الله وعدله في هذا الكون.

فإذا وضعنا تمنيات الناس وآرائهم عنا جانبا، ويجب أن نطمئن لهذا، يبقى السؤال وبمنتهى البساطة: ماذا علينا فعله لننجح ونتقدم في هذه الحياة؟ إنه العمل والعمل والعمل، وذلك بعد التوكل على الله تعالى.

ليس غريبا أن يجد الطالب - وحتى المتفوق منهم - أن يجد نفسه أحيانا ولأسباب متعددة، قليل الاستيعاب وبطيء الحفظ على غير عادته، ولكن ما هي إلا فترة عابرة، ومن ثم يستعيد نشاطه وهمته وملكاته الذهنية، بشرط ألا يحمل في ذهنه أفكارا سلبية عن نفسه وعن حياته، أفكارا تشعره بالإحباط وضعف تقديره لذاته، كلنا يحمل أحيانا بعض هذه الأفكار التي نسميها في علم النفس (الأفكار السلبية الأوتوماتيكية) والتي حملناها من تجارب سلبية مررنا بها في مرحلة من مراحل حياتنا، كما تفعل أنت عندما تستلقي على ظهرك وتردد في نفسك (لن أفهمها طوال حياتي) وبالتالي وكما ذكرت في سؤالك تحبط نفسك بدل أن تشجعها وتشد من عزيمتها.

ما هو البرنامج الأفضل لك من أجل دراستك؟ إنه البرنامج الذي تضعه أنت لنفسك، ولا يضعه أحد لك، فليس هناك أخبر بالإنسان من نفسه هو، فأنت أعلم بظروفك وظروف معيشتك، وأنت أدرى بقدراتك وإمكاناتك، وأنت أدرى بالمواد التي تدرسها، أنصحك بوضع برنامج بسيط، تستفيد فيه من الأوقات المتاحة لك من أجل دراسة أفضل، وإنجاز أعظم.

حاول أن تستفيد من الفرص والأوقات القصيرة المتاحة بين نشاط وآخر، هذه الأوقات القصيرة كثيرة في حياتنا، والتي نسميها أحيانا (أوقات النوافذ) فقد تكون نصف ساعة هنا، وثلاثة أرباع الساعة هناك، بين نشاط وآخر، والتي إذا جمعتها لبعضها تجدها الوقت الطويل الذي يمكنك أن تنجز فيه الكثير والكثير.

احرص أن تكون عندك فترات للراحة والاسترخاء والاستجمام، مهما ضغط عليك الوقت، فترويح النفس والقلوب مفيد جدا، ويعين على حسن الإنتاج والعطاء.

يقول تعالى: {اقرأ وربك الأكرم} فكرم الله وعطاؤه وفتحه لك أبواب الخير والمعارف إنما يأتي من القراءة، والآية الأخرى المفيد ذكرها هنا قوله تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله} فالعلم من الله يأتي من خلال تقوى الله والالتزام بأوامره ونواهيه.

وفقك الله، وفتح لك أبواب المعارف، وتذكر بأنه مهما كانت المادة التي تدرسها، فأنت من خلالها تتعرف على سنن من سنن الله في النفس والكون {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}.
وبالله التوفيق

مواد ذات صلة

الاستشارات