أحب فتاة مثلي وأريد التخلص من ذلك ولا أستطيع، فانصحوني.

0 536

السؤال

السلام عليكم.

أنا أحب فتاة تبلغ من العمر 15، وأنا أحبها منذ حوالي سنة، وحاولت أن أنساها لكن لا أستطيع، فماذا أفعل؟وبهذه الفترة لا أستطيع رؤيتها، فكلما تذكرتها أبدأ بالبكاء، ويصبح يومي تعيسا وحزينا، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونحن نشكر لك أيضا أيتها البنت العزيزة مجاهدتك لنفسك ومحاولتك التخلص من هذه الحالة التي أنت فيها، وهذا يدل على رجاحة في عقلك وإدراكا منك لمصالحك على وجه التمام.

هذا الحب لهذه الفتاة -أيتها البنت العزيزة- لا ندري ما هو، فأنت لم تبيني لنا آثار هذا الحب، هل هو تعلق عادي كتعلق أي صديقة بصديقتها، وحب المخالطة لها والدوام معها، فهذا لا محظور فيه بالجملة -إن شاء الله-، ومع هذا ينبغي لك أن تجاهدي نفسك في محاولة التقليل من هذا الحب وذلك بالانشغال عن هذه الفتاة بغيرها ومحاولة شغل النفس بما ينفعك، فإن النفس إذا لم تشغل بالحق شغلت صاحبها بخلافه، وفي عادتها أنها تشتغل بما يلقى إليها من الأذكار، والوصية النبوية في هذا المقام هي قوله صلى الله عليه وسلم: (أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضا يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما) فلا يصلح أبدا المبالغة والإفراط في التعلق والحب حين يكون هذا الحب مباحا حلالا.

ومما يعينك على ذلك أيتها البنت العزيزة: ربط علاقات وصداقات مع فتيات أخريات غير هذه الفتاة، ومحاولة ملء أوقاتك بالشيء النافع لك في دينك أو دنياك، ومحاولة التقليل من التفكير بهذه الفتاة بقدر الاستطاعة، وبهذا -إن شاء الله- سيزول التعلق من نفسك شيئا فشيئا إلى أن ينتهي.

أما إذا كان هذا الحب لهذه الفتاة حبا غير سوي، بمعنى أن تتلذذي مثلا بالنظر إليها أو نحو ذلك، فهذا حب قد انحرف عن طريقه الصحيح، والواجب عليك أن تجاهدي نفسك بقدر الاستطاعة للتخلص منه، وهو في الحقيقة خطوة من خطوات الشيطان الذي يحاول بها أن يجرك إلى ما لا تحمد عاقبته.

وقد أحسنت حين شعرت بضرورة التخلص من هذا الحب، وقررت أن تنسي هذه الفتاة، ونحن على ثقة -أيتها البنت الكريمة- أن الله عز وجل سيتولى عونك وسييسر لك ذلك.

ومما يعينك على هذا التفكر في القبائح التي تتصف بها هذه الفتاة، فإن الإنسان مهما أعجبك حسنه وجماله فإن فيه من القبائح ما يصرف النفس عن التعلق به، فالنفس دائما تميل للجميل وتحبه وتتعلق به، فإذا ذكرت بالقبيح انصرفت عن ذلك التعلق ولو بقدر يسير.

ومن الأسباب كذلك أن تحاوري عقلك وأن تذكري نفسك بأن هذا الحب لا ثمرة من ورائه ولا جدوى ترجى من بعده إلا الوقوع فيما حرم الله عز وجل، وهذا النوع من الخطاب للعقل وإحضار اليأس من الوصول إلى ما تشتهيه النفس وتتمناه سبب أكيد في إقناع النفس وردها عن غيها وما تتمناه مما حرمه الله عز وجل، والقاعدة المعروفة عند التربويين أن النفس إذا يئست من شيء نسته.

فحاولي أن تذكري نفسك بهذه الحقيقة المهمة، ومن أحب شيئا وتعلق به مع يأسه من الوصول إليه والتمتع به فهو كمن يعشق النفس ويريد الوصول إليها، وهذا في الحقيقة نقص في عقله، كما أنه تعب وإرهاق لنفسه.

وخير ما نوصيك به -أيتها البنت العزيزة- هو تقوى الله سبحانه وتعالى، والاشتغال بالشيء النافع في أمر الدين أو الدنيا، ومحاولة التعرف على الفتيات الصالحات والإكثار من حضور مجالس العلم والذكر، فإن هذه الأمور كلها تحيي القلب وتطرد عنه الغفلة وتعلقه بالله تعالى، فينكف عن متابعة الهوى.

نسأل الله تعالى أن يتولى عونك وأن ييسر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات