ما السبيل إلى الإخلاص في الطاعات؟ وما الأمور المعينة عليه؟

0 523

السؤال

أود معرفة السبيل لكيلا يتحول الفرح بالطاعة إلى عجب، وهل إذا خالط القلب شيء منه ثم صد عنه هل في ذلك شيء؟ وهل التفكير بأن أحدهم سيتحدث عن طاعتك دون أن تكون هي القصد- نسأل الله الإخلاص في كل عمل - يعد من العجب أيضا؟ أم هي مجرد وساوس؟ أتمنى من فضيلتكم أن تدلونا على سبيل الخلاص منها؟

وأخيرا ما هي الأمور المعينة على الإخلاص؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يزيدك توفيقا وصلاحا، ونحن نشكر كل هذا الحرص على تخليص أعمالك من الرياء والسمعة، وهذا دليل على رجاحة عقلك، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل.

أصبت أيها البنت العزيزة في شعورك بأهمية الإخلاص، فإن الإخلاص هو لب الأعمال وهو سر قبوله عند الله تعالى مع موافقة العمل لشرع الله، وأي عمل أريد لغير وجه الله تعالى فإنه مردود على صاحبه، ومن ثم فالاعتناء بضرورة إخلاص النية وتجريد القصد لله تعالى من أهم ما ينبغي للمسلم والمسلمة الاعتناء به في عمله، ولكن مجرد سرور الإنسان بطاعته وفرحه بطاعته لا ينافي هذا الإخلاص، بل هذا علامة على الإيمان، فإن للطاعة آثار حسنة مباركة في الدنيا والآخرة، فإذا يسر الله تعالى له بعض الأعمال الصالحة وفرح بها متفائلا راجيا ثواب الله تعالى من ورائها فإن هذا لا ينافي إخلاصه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (من سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

كما أن ثناء الناس على الإنسان بعمله وظهور هذا وفرحه بذلك لا ينافي الإخلاص ما دام لا يقصد هو بعمله ثناء الناس، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- حين سئل عن الرجل يعمل العمل الصالح فيثني الناس عليه به، فقال عليه الصلاة والسلام: (تلك عاجل بشرى المؤمن).

لكن ينبغي للإنسان أن يجاهد نفسه على الدوام وأن لا يأمن تسرب الرياء إلى قلبه، ولا يزال الصالحون يخافون على نفوسهم من الرياء ويخافون من تسرب النفاق إلى بواطنهم، وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا أكثر الناس اتصافا بهذا الخلق الحميد، ومن ثم فلابد للإنسان أن يراقب قلبه ونيته على الدوام.

وخير ما يستعان به على تحقيق الإخلاص اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، وسؤاله باضطرار وصدق أن يعين الإنسان على نفسه وعلى الشيطان، وبذلك سيظفر -إن شاء الله تعالى- بالمطلوب.

ومن الأسباب التي تعين الإنسان على تحقيق الإخلاص أيضا: اجتهاده في إخفاء أعماله، فالأصل في الأعمال إخفاؤها عن الناس، ولذلك أرشدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن تكون أفضل الصلاة التي نصليها في البيت غير المكتوبات بالنسبة للرجال، وأن أفضل الصدقة ما كانت سرا، فينبغي للإنسان أن يحرص على إخفاء عمله عن الآخرين بقدر الاستطاعة، لكن إذا اطلع على هذا العمل وأثني عليه به فلا ينبغي له أن يخاف من ذلك، فهذا من بشارة الله تعالى التي يسوقها للإنسان في هذه الدنيا.

ومن الأمور المعينة على الإخلاص أيضا: الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان ومن شركه، كما علمنا النبي 0صلى الله عليه وسلم- ذلك في أذكار الصباح وفي أذكار المساء، فينبغي المداومة على ذلك.

نسأل الله تعالى أن يرزقك الإخلاص في قولك وعملك، وأن يتقبل منك كل ما تعملين.

مواد ذات صلة

الاستشارات