تشتت ذهني من كثرة التفكير والخيالات، فهل من علاج له؟

0 760

السؤال

أنا فتاة عمري 18 سنة، قبل سنة من الآن كنت أحاول إشغال نفسي وتفكيري عن أشياء تحزنني وذلك بالخيال والتفكير في أشياء ليس لها وجود وفي شخصيات خيالية (مواقف+حوارات) وكان ذلك لدقائق معدودة حتى تطورت حالتي إلى أني لا أستطيع التوقف عن ذلك حتى وإن حاولت جاهدة السيطرة علي خيالاتي.

لقد تشتت ذهني كثيرا، وضعفت ذاكرتي، وأصبح من الصعب علي التركيز حتى وإن حاولت.

جربت كثيرا الانصراف عن هذا الوضع بإشغال وقت فراغي، وتجنبي الجلوس بمفردي ولكن دون جدوى.

جربت أن أشغل نفسي بالقراءة، ولكن في وسط قراءتي يشرد ذهني، فجربت الجلوس مع جماعات كي لا أنفرد بنفسي وأفكر ولكن دون جدوى، فيشرد ذهني عنهم وأصبح في عالم آخر في حضرتهم، ما الحل؟

أتعبتني حالتي كثيرا، وتراجع مستواي الدراسي أكثر، وكانت ذاكرتي جدا قوية، وكنت سريعة الحفظ، أما الآن فلا، أصبح من الصعب علي الحفظ، ودائما يشرد ذهني.

أرجو منكم إفادتي، ولكم جزيل شكري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تزاحم الأفكار وكثرة الخيالات في مرحلة المراهقة وما بعدها بالنسبة للذكور وكذلك للإناث هي ظاهرة نفسية معروفة، وتعتبر عابرة وتنتهي تلقائيا، لكن في بعض الحالات قد يكون الإسراف في التفكير مطبقا ومشوشا للتركيز، وينتج عنه قلق، ويشعر الإنسان بأنه منزعج نفسيا، وأعتقد هذا هو الذي حدث لك.

هذه الحالات تعالج من خلال ما يعرف بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي له عدة طرق، منه ما يمكن أن يقوم به الإنسان لوحده، ومنه ما لا يمكن قيامه إلا من خلال مقابلة المختصين، وأعني بذلك الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي.

التفريغ النفسي الذاتي يكون من خلال أن يعبر الإنسان عن نفسه، وذلك يتم من خلال تجنب الكتمان، فالأمور التي لا ترضي الإنسان حتى وإن كانت بسيطة يجب أن يعبر عنها، ويكون تعبيره في حدود الذوق وحسب ما يتطلبه الموقف الاجتماعي، هذا أمر جيد ويساعد، وأرجو أن تلجئي إليه.

ثانيا: التركيز على تمارين الاسترخاء هو أيضا من الوسائل الجيدة جدا، فأرجو أن تتدربي على هذه التمارين، وذلك من خلال مقابلة أخصائية نفسية لتقوم بتدريبك عليها، أو يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت أو أن تتحصلي على كتيب أو شريط، حيث إن كل هذه الوسائط متوفرة وتوضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

ممارسة أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة أيضا سوف تكون مفيدة جدا.

أيضا يمكن الدخول في أنشطة ذهنية مغايرة وبديلة، فحين تأتيك فكرة حول شخصية خيالية أوقفيها وذلك من خلال الدخول في تفكير مخالف، فمثلا بدلا من التفكير في هذه الشخصية الخيالية: لماذا لا أفكر وأتدبر في آية من القرآن الكريم؟ وتأخذي المصحف وتطلعي على هذه الآية وعلى شرحها، هنا تكوني استبدلت النشاط الذهني بنشاط آخر مخالف ومفيد في نفس الوقت، وهكذا.

إذن الانخراط في أنشطة فكرية مخالفة ومغايرة وبديلة هي وسيلة طيبة جدا من وسائل العلاج.

يجب أن تأخذي أيضا قسطا من الراحة، هذا ننصح به ونوصي به.

تجنب تناول الشاي والقهوة بكميات كبيرة أيضا يقلل من درجة ارتفاع اليقظة لدى الإنسان، وارتفاع اليقظة دائما يكون مرتبطا بزيادة في الخيال وربما شعور بالقلق والتوتر.

توزيع الوقت بصورة جيدة دائما هو من الحلول الطيبة، فحددي جدول أسبقياتك: خصصي وقتا لدراستك، وقتا لقراءة غير أكاديمية، مشاهدة برامج تلفزيونية مفيدة، زيارة الأهل والأرحام، مشاركة الأسرة في الأعمال المنزلية، هذه كلها بدائل وأنشطة حياتية مهمة جدا لا تعطي -إن شاء الله- مجالا للتفكير والاسترسال في أحلام اليقظة وما شابهها.

في بعض الحالات قد تكون هنالك حاجة لاستعمال بعض الأدوية المضادة للقلق، ولكن في حالتك أعتقد أننا في هذه المرحلة على الأقل لا ننصح بالتسرع في تناول الأدوية، لكن إذا كانت هنالك إمكانية لمقابلة أخصائي نفسي هذا سوف يكون أمرا جيدا، لأن الأخصائي النفسي سوف يعطيك الفرصة للتعبير عن نفسك، ويكون هنالك حوار أكثر تفصيلا، ويستطيع الأخصائي النفسي أن يحلل طبيعة هذه الأفكار ومحتواها، ومن خلال هذه الآلية وآليات نفسية أخرى -إن شاء الله تعالى- سوف تحسين بالراحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
=========
للفائدة : راجعي هذه الروابط عن علاج عدم التركيز سلوكيا: 226145 _264551 - 2113978.

مواد ذات صلة

الاستشارات