العلاج لم يثمر معي، فهل من بديل لعلاج الرهاب؟

0 379

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الأخ المكرم الطبيب: محمد عبد العليم، السلام عليكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم: (2117374 - 2120174) ولقد بدأت تناول السوليان solian منذ يوم واحد فقط، ورغم كل الأدوية التي تناولتها على طول الـ 8 سنوات الماضية لم أحس إلا بتغير بسيط جدا.

وغالب الأدوية أعطتني نفس التحسن القليل جدا تقريبا، فصعوبة الأكل، أو رهاب الأكل ما زال عندي وبشكل كبير جدا، ورهاب السيارات ورهاب الأماكن المغلقة ورهاب السفر، ورهاب البقاء في مكان واحد يعني تقريبا رهاب من كل شيء في الحياة؛ باستثناء الرهاب الاجتماعي، ولهذا أصبحت لدي قناعة أكيدة أنني أسير في طريقة علاج ليس لها علاقة بمرضي، ولكن ما الحل لست أدري؟

فأنا أكتب لك هذه الاستشارة لعل الله يوفقك إلى تشخيص جديد أجد فعلا تحسنا واضحا أعيشه ولو بنسبة 50 في المائة.

وقد يصح في التعبير عن سير علاجي مع حقيقة مرضي قول الشاعر:

شكونا إليهم خراب العراق فعابوا علينا شحوم البقر

فقد كثرت علي الضغوط من الأهل بضرورة الدراسة، أو العمل وترك الكسل والخمول، ولكن قليل جدا من يتفهم الأمر، ولعلهم المجربون فقط.

أخي الكريم وأستاذي الفاضل محمد عبد العليم ربما أثقلت عليك بكثرة الرسائل، ولكن وجدت من حرصك الشديد على مساعدة الإخوة، وبذل النصح لهم ما يجعلني أطلب وألح بلا خجل.

فأولا: سامحني على كثرة المراسلات.

وثانيا: أرجو أن تدلني على حل عسى أن يكتب الله لي الشفاء على يديك.

أخوك محمد عبد الحميد من الجزائر.

في انتظار ردك بإذن الله تعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبد الحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنشكر لك مع إسلام ويب وعلى ثقتك في شخصي الضعيف، وأنا يا أخي الكريم اطلعت على رسائلك بكل دقة، وأسأل الله تعالى أن يمكننا أن نساعدك بقدر ما نستطيع.

هذه الأعراض التي تزعجك منذ فترة والتي بدأت بمشكلة الأكل وبعد ذلك بدأت تفقد طاقاتك الجسدية والنفسية، حيث إن التكاسل والتقاعس وعدم الرغبة في أداء الأشياء كان مهيمنا ومسيطرا عليك.

أخي الكريم: أنا على قناعة تامة أن مثل هذه الأعراض حقيقة من حيث العلاج الدوائي تعالج بمضادات القلق والمخاوف والاكتئاب والوساوس، ويضاف إليها جرعة من مضادات الذهان، هذه الجرعة تكون صغيرة، ولا نعطيها لأن الحالة حالة ذهانية، إنما لسبب علمي واحد وهو أن دراسات كثيرة أشارت أن مضادات الذهان بجرعات صغيرة تدعم وتعضد وتزيد من فعالية الأدوية المضادة للإحباط والقلق والاكتئاب والوساوس، وحتى طريقة عمل هذه الأدوية لم تعرف بالضبط، لكن التجارب والملاحظات العلمية أثبتت ذلك.

فمن هذا المنحنى أنا قمت بوصف السوليان لك، وأعرف أن السوليان مفيد جدا في الأعراض النفسوجسدية، وأنا اعتبرت مشكلتك أيضا فيها مكون نفسي جسدي كبير جدا بجانب الشعور بالإنهاك النفسي والإحباط. فيا أخي: اصبر على هذا العلاج، والتزم بهذا العلاج، وإن شاء الله تعالى سوف تجد فيه خيرا وفائدة كبيرة وكثيرة إن شاء الله تعالى، ولا بد أن أنبهك أن البناء الكيميائي لهذه الأدوية في بعض الأحيان قد يتطلب الصبر عليه لستة أشهر، وإن كان العلاج فشل في مرحلة معينة ولم يجدي هذا لا يعني أنه سوف يفشل مستقبلا، فقد رأينا من حاول وحاول وفي نهاية الأمر أفاده العلاج.

عليك بالصبر، عليك بالالتزام، عليك بالتفاؤل، عليك بالتفكير الإيجابي، عليك بتعديل نمط الحياة، وعليك أن تثق في ذاتك وفي مقدراتك، وأن تكون جيدا في إدارة وقتك، وأن تتواصل اجتماعيا. هذا يساعدك كثيرا.

المرض النفسي يمكن أن يهزم، لكن الاستسلام له سوف يهزمنا، فلا تستسلم له أبدا، أنت لديك مقدرات ولديك مهارات، وأنت في سن حقيقة يتمناها كل إنسان، سن الطاقات النفسية والجسدية والوجدانية، أنت على بدايات سلم الحياة، فعليك أن تنطلق، اترك الماضي خلفك تماما، بدل كل الفكر السلبي لديك بفكر إيجابي، وصدقني أخي سوف تجد أن الأمور أفضل كثيرا مما كنت تتصور.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات