أريد الزواج من فتاة أحبها وأهلي يرفضون ذلك.. فما نصيحتكم؟

0 628

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كل عام نحن والأمة الإسلامية بخير

أفيدوني في مشكلتي -جزاكم الله الخير- لقد تعرفت علي فتاة من دولة خليجية منذ أكثر من 7 سنوات، وخلال 6 سنوات كانت العلاقة بيننا علاقة أخوة وصداقة قوية، وفي خلال العام السابع تقربا كل منا أحب الآخر، وعشنا في قصة عشق جميلة، لا يوجد فيها أي نوع من المحرمات، عندما نريد أن نتزوج لا يوافق أهلها، لأنهم يريدون رجلا من نفس القبيلة، أو العائلة، ولا يمكن لها أن تتزوج من رجل من جنسية أخرى.

المشكلة هي رغبة أهلي في أن يزوجوني ابنة خالتي، حيث أني قد تقدمت لخطبتها قبل قصة الحب، ولكن قالوا لي انتظر حتى تجد العمل وهذه الأمور.

أكرمني ربي بعمل الآن، وقد عاد طلب الأهل مني الزواج، وأنا أرتبط بهذه الإنسانة، حيث إني أري فيها أنها تخاف الله، وأنها فيها الكثير من المميزات الجميلة والطيبة، ولكن لن نتزوج لعدم قبول أهلها.

هل أتركها وأتزوج؟ وكيف وأنا أعيش في حبها؟ وهل إن تركتها أكون شخصا سيئا؟ وكيف أتركها إن كانت الإجابة أن أتركها؟ وهل أصارح خطيبتي بكل شيء؟ حيث أن أخا خطيبتي صديقي، وما جعلني أن أنسى هذه الخطبة حدوث مشكلة بيني وبينه، ثم عودة الأمور والحديث مرة أخرى في الخطبة.

عندما تحدثت معه أعتقد أني أتحدث مع أخ لأخت، وليس صديقا ولا صديقة!

أفيدوني أفادكم الله، وشرح الله صدور المؤمنين جميعا، فقد تحولت حياتي إلي يأس، في حين كان يمن عليه الله بالسعادة، ولا أريد أن أتركها مجروحة.

شكرا لكم وبارك الله لنا في مشايخنا .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوسع رزقك، وأن ييسر أمرك، وأن يغفر ذنبك وأن يستر عيبك، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة، وأن يشرح صدرك للذي هو خير.

وبخصوص ما ورد برسالتك أخي الكريم الفاضل أقول لك : لقد منحنا الله تبارك وتعالى العقل أن ندبر به أمورنا وأن ننظر في مستقبل حياتنا، فهذه الأخت الخليجية قطعا أهلها لن يوافقوا أبدا على الارتباط بك فيما أعلم، لأن هناك دولا تسن قوانين صارمة تمنع زواج مواطنة بأجنبي مهما كان وضعه.

وكذلك أيضا هنالك العادات والأعراض والتقاليد التي أيضا ألفتها المنطقة وتتميز بها على غيرها من مناطق العالم، ومن هنا أود أن أقول لك بأنك إن انتظرتها فإنك تنتظر وهما أو سرابا، لأن هذا الأمر قد لا يتحقق مهما كانت المعطيات التي لديك، فهذه العادات فعلا عادات متجذرة ومتأصلة في أصول وفي حياة هذا المجتمع، ومن الصعب التخلص منها والتخلي عنها، ولذا أنصحك بأن تتوجه إلى ابنة خالتك ما دامت قد خطبتها ولم تر منها ما يسوؤك أو ما يكدر خاطرك، وأما عن هذه الأخت الأولى فعليك بارك الله فيك أن تعتذر لها وأن تبين لها أن الأمر فيه نوع من الاستحالة نظرا لظروفها الخاصة من حيث عدم موافقة أهلها وكذلك القوانين التي توجد في بلادها، وأنه لو كان لك فيها من نصيب فقطعا سوف تزول هذه المعوقات جميعا، ولكن بما أن الأمر فيه نوع من الصعوبة أو الاستحالة فإنك تعتذر لها حتى لا تنتظرك فترة أطول من ذلك، وهذا من حقك شرعا ومن حقها أيضا.

ثم بعد ذلك أرى أن تتم مع ابنة خالتك، فإنها قطعا تنتظرك، وما دامت كما ذكرت مناسبة لك فأرى أن تتوكل على الله، وأن تستعين بالله تعالى، وأن تقدم على الارتباط بها، وأن تنهي إجراءات الزواج، عسى الله تبارك وتعالى أن يمن عليك بفتح ملف الحياة الزوجية مبكرا؛ لأنك أخي الكريم الفاضل (مصطفى) عندما تدخل بها فإنك فتحت ملف عبادة جديدة، ألا وهي عبادة تكوين أسرة مسلمة، والنبي صلى الله عليه وسلم بشرنا بذلك حيث قال في بعض معطيات الأسرة المسلمة: (وفي بضع أحدكم صدقة) قالوا: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له بذلك من أجر يا رسول الله؟ قال: (أرأيتم إن وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ قالوا: نعم. قال: فكذلك إن وضعها في حلال كان له أجر) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

كلما أتيت امرأتك أخذت أجرا وأخذت هي كذلك مثل ذلك، كذلك أيضا (واللقمة يرفعها الرجل إلى في امرأته له بها صدقة) فكونك تنفق عليها وتصرف عليها المصاريف الطبيعية المطلوبة في كل أسرة طبيعية لك بذلك أجر أيضا، وقد يمن الله عز وجل عليها بالحمل، وفي ذلك كما ذكر العلماء نوع من التضحية من قبلها أيضا ونوع من التحمل والأذى، وهذا كله أجر لها يقينا وأجر لك كذلك أيضا.

فتوكل على الله واعقد العزم، وانه إجراءات الزواج بابنة خالتك، وعسى الله تبارك وتعالى أن يمن عليك بذرية صالحة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، لأن الانتظار أخي الكريم لن يقدم ولن يؤخر، فهذه عادات وأعراف وتقاليد من الصعب تغييرها، ونحن نعيش حقيقة في دول الخليج ونرى أن ذلك واقعا، وأنا حقيقة أؤيد ذلك بقوة، وإن كنت متحفظا على بعض السلوكيات، إلا أنه حقيقة كلما كانت الأخت من بيئة نشأ فيها وتربى عليها زوجها كلما كانت أقرب للتفاهم.

نعم أنت بينك وبينها علاقة وتعارف استمر سبع سنوات، أقول حتى ولو كان أكثر من ذلك، فالعادات والأعراف تختلف من بيئة إلى بيئة ومن أسرة إلى أسرة، وأرى أن ما تعرفه خير مما لا تعرفه، وأرى أن ابنة خالتك لك فيها أجور متعددة، فأنت بذلك تصل رحمك، وتدخل السرور على خالتك، والخالة والدة كما ورد في السنة، وبذلك تقوي أواصر المحبة ما بين والدتك ووالدتها، وتؤسس أسرة مسلمة طيبة.

أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك إلى كل خير، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يعجل لك بالخير كله، وأن يمن عليك بإنهاء مراسم الزواج عاجلا غير آجل، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات