السؤال
الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كل عام وأنتم بخير.
أستخدم السيروكسات sr 25 ملجم يوميا، وأرغب بتغييره إلى السبرالكس، وأود إضافة دواء آخر لزيادة فاعلية العلاج لمواجهة ضغوط الحياة المدنية والمشاكل الأسرية، فما الجرعات المناسبة للدواءين؟
علما بأنني أستخدم أدوية الضغط + الكولسترول + ومسكنات الألم لآلام العمود الفقري.
أرجو إرشادي لا حرمكم الله الثواب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فكنت أتمنى أن تعطينا تفصيلا أفضل وأطول وأدق حول حالتك النفسية، هل تعاني من اكتئاب نفسي حقيقي؟ هل تعاني من قلق؟ من مخاوف؟ من وساوس؟ ما هي طبيعية الشيء الذي تعاني منه؟
أنت وصفتها بضغوطات الحياة، ضغوطات الحياة يجب أن لا تكون سببا لأن يتلقى الناس مضادات الاكتئاب، فضغوطات الحياة موجودة وسوف تظل موجودة ويجب أن نواجهها، ويجب أن نكون مستمتعين بحياتنا وأن نعيشها بقوة، وأن نتذكر أن الإنسان الفعال هو الذي يواجه ويجابه الظروف الحياتية مهما كانت.
عموما أخي الكريم: أنا الذي أستنتجه من نوع هذه الاستشارة أنك ربما تكون نصحت بتناول هذا العلاج نسبة لوجود عسر في مزاجك أو شعور بالكدر.
إذا كان هذا هو الأمر فأقول لك أن العلاقة بين السبرالكس والزيروكسات هي علاقة متقاربة جدا، حيث إن الدوائين يتنميان إلى نفس المجموعة الدوائية العلاجية، ربما تكون الاختلافات في أن السبرالكس أكثر سلامة، وهذه بالطبع ميزة، وحين أقول أكثر سلامة لا أعني أن الزيروكسات دواء غير سليم، لا على العكس تماما، الزيروكسات دواء طيب جدا، لكن السبرالكس يتميز بأنه لا يتفاعل مع الأدوية الأخرى بصورة سلبية، وأقصد بالأدوية الأخرى الأدوية التي تتناولها أنت، فدرجة نقاء السبرالكس تجعله مؤهلا لأن يكون الدواء الأول الذي يجب أن يستعمل إذا كان الإنسان يتناول أدوية أخرى خاصة أدوية الكولسترول أو أدوية الضغط أو السكر أو القلب أو شيء من هذا القبيل.
من هذه الناحية أنا فعلا أؤيدك لأن تنتقل إلى السبرالكس.
الأمر الآخر: أن السبرالكس جرعته مقتصرة بسيطة، آثاره الجانبية قليلة، ودواء متميز جدا في علاج المخاوف والوساوس ومخاوف الهلع والهرع على وجه الخصوص.
التغيير سهل، فإذا أنت الآن تتناول (الزيروكسات خمسة 25CR) خفض الجرعة إلى نصف حبة – أي 12 مليجرام – واستمر عليها على هذه الشاكلة، وفي نفس الوقت ابدأ في تناول السبرالكس بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – وبعد مضي أسبوعين توقف عن تناول الزيروكسات 25CR وارفع جرعة السبرالكس إلى عشرة مليجرام، وهنا يكون قد تم التبديل والتغيير بصورة صحيحة جدا.
استمر على جرعة السبرالكس، وإذا لم تتحسن فليس هنالك ما يمنع من أن ترفع جرعة السبرالكس إلى عشرين مليجراما في اليوم، فهذه أيضا جرعة طيبة ومفيدة وسليمة، فقط يعاب على هذه الجرعة أنها ربما تؤدي إلى زيادة في الوزن قليلا، كما أن السبرالكس بهذه الجرعة قد يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر على هرمون الذكورة أو القدرة على الإنجاب بأي حال من الأحوال، وهذا الأثر – تأخر القذف المنوي – حقيقة هو مؤقت ولا يحدث لجميع الناس.
عموما يمكنك أيضا أن تسترشد بطبيبك فيما يخص جرعة السبرالكس مستقبلا، وهذا هو الترتيب الذي أراه مناسبا.
أما بالنسبة للأدوية الأخرى التي يمكن إضافتها: حقيقة هنالك دواء بسيط جدا يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول) هذا الدواء دواء جيد جدا لعلاج القلق والتوترات، وقد وجد أنه ذو فائدة خاصة حين نضيفه للأدوية المضادة للاكتئاب مثل الزيروكسات أو السبرالكس، يمكنك أن تضيف هذا الدواء بجرعة صغيرة، وهي حبة واحدة يوميا، تناولها في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، يمكنك أن تتناول هذه الجرعة لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، أو عند اللزوم.
أنصحك حقيقة بجوانب علاجية أخرى وأهمها ممارسة الرياضة، ورياضة المشي مفيدة جدا أخي الكريم، تساعدك في تنمية صحتك النفسية، وفي نفس الوقت تفيدك في خفض ضغط الدم، والتحكم في الكولسترول، وحتى هذه الآلام العضلية التي تعاني منها سوف تخف كثيرا، وأنصحك أخي الكريم بأن لا تكثر من استعمال مسكنات الألم، لها أضرار وإن كان لها منافع، وعليك أن تسترشد برأي طبيبك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وشفاك الله وعافاك، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.